الجمعة، 16 نوفمبر 2018
سالم الوكيل***مروءة
مروءة
اِعْتَادَالذَّهَابَ إِلى الصَّيْدَلِيَةَ لِيَبْتَاعَ دَوَاءَهُ ، يُقَابِلُه الصَّيْدَلِيُّ وَقَدْ اِنْفَرَجَتْ شَفَتَاهُ
عَنْ اِبْتِسَامَةٍ لَطِيْفَةٍ ،يَطْلُبُ مِنْ الضَّيدَلِيِّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالدَّوَاءِ فَيُسْرِعُ بِإِحْضَارِ
هِ لَهُ وَالتَّبَسُّمُ مُرْتَسِمٌ عَلَى وَجْهِهِ ، أَخَرَجَ مِنْ جَيْبِهِ خَمْسِينَ جُنَيْهًا ثَمَنَ الدَّوَاءِ
كَمَا هِيَ عَادَتُهُ ،أَخَذَ يُكَرِّرُالسُّؤَالَ عَلَى الصَّيدَلِيِّ أَبِخَمْسِينَ جُنَيْهًاهَذَا
الدَّوَاءُ؟ فَيُجِيبُهُ نَعَمٌ. وَعَنْ جِوَارِهِ فِي العَمَلِ زَمِيلٌ لَهُ ، قَدْ أَخَذَهُ العَجَبُ
. يَنْصَرِفُ العَجُوزُ وَقَدْ اِتَّكَأَ عَلَى عَصَاهُ ثَقِيلَ الخُطَى
، تُشَيِّعُهُ إِلَى الخَارِجِ نَظَرَاتُ مَنْ بالمَكَانِ.تَمُرُّ الأَيَّامُ وَيَعُودُ الشَيخُ المُسِنُّ
لِشِرَاءِ الدَّوَاءِ مِنَ الصَّيدَلِيَةِ فَيَأْتِيهِ صَيدَلِيٌّ آَخَرَ ( صاحب الصيدلية ) غَيْرَالَّذِي تَعَوَّدَ
عَلَيهِ مِنْ قَبْلُ بالدَّوَاء فَيُعْطِيهِ الخَمْسِينَ جُنَيهًا ثَمَنَ الدَّوَاءِ، لَكِنَّ هَذَا الصيدَلِيَّ يُفاجِئُه
بِأنَ ثَمَنَه مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ جُنَيهًا ، فَيَتَعَجَّبُ العَجُوزُ قَائِلًا : أَزَادَ سِعْرُهُ خِلَالَ هَذِهِ
الأَيَّامِ؟! .فَيَرُدُّ عَلَيهِ الصَّيدَلِيُّ لا ، إِنَّهُ عَلَى هَذَا السِّعْرِمُنْذُ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ
. يَطْلُبُ العَجُوزإِلَى الصَّيدَلِيِّ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الدَّوَاءِ مَا قِيمَتُهُ خَمْسُونَ جُنَيهًا ، فَيُنَحِّي
الصَيدَلِيُّ ( صاحب الصيدلية ) مَا زَادَ عَنْ الثَّمَنِ جَانِبًا ، وَيُعْطِيهِ عَلَى قَدْرِ مَالِهِ
، فَيَأخُذُالعَجُوزُالدَّوَاء نَاقِصًا وَيَتَّجِهُ نَاحِيَةَ البَابِ .لَكِنَّ زَمِيلَ الصَّيدَلِيَّ السَّابِقَ يَتَدَخَّلُ قَائِلًا : إِنَّ زَمِيلَنَا الرَّاحِل
( المُتَوَفَّى ) كَانَ يُسَدِّدُ مِنْ جَيبِهِ الخَاصِّ المِئَتَين المُتَبَقِيَةَ .يَسْتَوقِفُ الصَّيدَلِيُّ ( صاحب الصيدلية )
العَجُوزَ وَمَعَهُ بَقِيَّة الدَّوَاءِ ، قَائِلًا لَهُ : إِنَّ هُنَاكَ خَطَأً فِي ثَمَنِ الدَّواءِ
، إِنَّ ثَمَنَهُ كُلَّهُ خَمْسُونَ جُنَيهًا كَمَا اِعْتَادَ شِرَاءَهُ ، ثُمَّ أَوْصَاهُ بِأَلَّا يُجْهِدَ نَفْسَهُ بِالمَجِيءِ إِلَى الصًّيدَلِيةِ ؛ لِأَنَنَا سَنَقُومُ بِتَوصِيلِ الدَّوَاء إِلَى بَيتِكَ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق