النص :
تيهُ يوسف
———
يوسفُ في الجُبِ
مُتعبُ حد التلف
سيزيفٌ يحملُ صخرتهُ
وآلآم البشر
كَهنٓةُ المعبد في قصر السلطان
إحتكروا الجنةَ والرب
والثواب والعقاب
يُحرّمون الخبز
يمنعون عن الفقراء العلاج
سبعُ سنابل في الحُلم
سبعُ سماواتٍ
وسبعاتُ سنيناً عجاف
غربانٌ تنهشُ البيدر
تسرقُ القمح والمناجل
ونحو التيهِ تسيرُ القافلة
لا حادياً يشدو
لا راعياً يوقفُ عصا الترحال
دخانُ يملأُ المدينة
والناس تَحجُّ إلى الفراغ
تعاقرُ العَدٓمْ .
/تيهُ يوسف/ هي عتبة النص الأولى وقد بناها الكاتب على مفردتين متناقضتين تماما .
تيهُ. .وتعني الضياع والخروج عن المألوف بكل معانيه فكريا ( شذوذ العقل عن الرؤيا السليمة ) ، جسديا (تبعثر سكاني للجسم المكون لبيئة ما / مجتمع ،وطن / ، في الشتات الجغرافي وكما يمكن أن يكون تبعثر جغرافي تقطيع أوصال /تقسيم وتجزءة وووو
خلاصة القول فإن التيه هو تيهُ مكزماني .
يوسف .هو رمز الالتزام والتحمل والصبر وعدم الشتات والضياع رغم كل العوائق بقي ثابتا لم يتزعزع فكريا ...فعندما يقول الكاتب /تيهُ يوسف / فهذا نذير صراع بين قوتين ضاربتين (خير وشر ) بالتالي صراع وجودي فكري يحاول الثبات والبقاء ..دلاليا أراد الكاتب أن يشير إلى أن الوعي يتدحرج عكسيا ...
بمرور سريع على مفردات النص نجد أن الصراع واضح وذلك من خلال المقابلة الضدية التي عمد اليها الكاتب في تتالي الكلمات
يوسفُ || جب
سيزيفٌ ||صخرة
كَهنٓةُ || سلطان
معبد ||قصر
ثواب ||عقاب
سماوات ||عجاف
هي تكاد تكون رقصة قام الجاهل بها بوضع قدميه على العارف بها مستغلا إياه آخذا خطواته بغير اتجاه /ونحو التيهِ تسيرُ القافلة/
يحرمون /الخبز
يمنعون /العلاج
تنهشُ /البيدر
تسرقُ /القمح
نلاحظ أن
- الفعل متعدد أو لنقل الجرم (حرمان . منع . نهش سرقة ...إلخ )
- الفاعل واحد هم (يحرمون .يمنعون . ينهشون ...إلخ)
- المفعول به واحد (مستتر ) وهو المواطن وشت به حاجياته الإنسانية (الخبز . العلاج ....إلخ )
لا راعياً يوقفُ عصا الترحال
(حادياً ، راعياً ) على وزن فاعلا
(لا ) النافية للفاعل وبالتالي ركود وسبات ونوم عميق /غفلة ، وعماء مطلق ، افتقار للحياة الكريمة الحرة حد العدمية
دخانُ يملأُ المدينة
والناس تَحجُّ إلى الفراغ
تعاقرُ العَدٓمْ .
- النص بالمجمل نص وصفي مشهدي لواقع الحال جاء متكاملا تحدث عن نفسه ، كان يمكن للكاتب أن يتجاهل العنوان حتى لا يكرر النص نفسه إذ جاء العنوان بقوة النص ....
تقديري
---------------------------------------------------------------
ميلو عبيد / سوريا
30/4/2018/
0 التعليقات:
إرسال تعليق