الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

باسم عبد الكريم الفضلي*** قراءتي العجولة لنص الحبيب الغالي اياد البلداوي : Ayad Al Baldawi لا تضطهدني..فأنتّ ضعيف



قراءتي العجولة لنص الحبيب الغالي اياد البلداوي :
Ayad Al Baldawi
لا تضطهدني..فأنتّ ضعيف
لا تمعن باضطهادي...
فأنتَ لست برجل
لا تغالي بعنفك....
فأنا أتهمك بالقتل
وأقسم أنك ضعيف
ما شجاعتكَ سوى افتعال
لمَ العنجهية؟
كن كما أنت...
ساعة تأتيني بالخضوع مكلل
أضعف من الضعف ذاته
تحاول
تناور
تتنازل
لاجل مأربكَ تقبل التوسل
نسيت....أم تتذكر؟
وما أن نلتَ المرام...
تتفجر لحظات الشر
تثبت لذاتكَ أنكَ البطل
تؤكد من جديد...
أنكَ فاقد الاهلية
تدعي الدفاع عني...
وتغتصب حقوقي
تؤكد الحب...
وتتعمد اهانتي
تضربني...
وتقول أنكَ الرجل
أعلم أنكَ تخافني...
قدراتي ترعبك
تنتزع حقوقي وتطمسها
وأنتَ الخاضع الضعيف
أمام أسيادك
صامت متخاذل
لتحقيق مطالبك
والشجاع المتمكن...
المغوار البطل
في اهانتي
انتهاك حريتي
استغلال ضعفي
سيطرت بيئتك
وتخاف وصفكَ بفاقد الرجولة
هنا أعلن صرختي...
لن أصمت على ذل
سأنتزع حقي منكَ
أيها الرجل
أعلم أنك حبيبي...
وأدرك أنتَ سيد أيامي
وعشقي الآخر والأول
فإما أن تكون سندي...
أو المتهم باضطهادي والقاتل
..........................‏‏
القراءة باسم عبد الكريم الفضلي :
هي اللغة ( الإيادية ) ، والاسلوب الإيادي ، لغة لاتعتمد التكلف بل التلقائية والتدفق العفوي( أضعف من الضعف ذاته ) هذه العبارة مثلا تقرب من الانشائية المباشرة نازعة كل صورية مصنَّة في مخيلة الشاعر ، ساقها اياد بعفويتها ودفق معناها ولم يهتم لجماليات الشعر المتكلَّف او المصنوع في مختبرات السيميائية الغائية ،بل القاها على عواهنها ، طالما طاوعت مزاجيته الشعورية وانساقت لايقاع ذاته الشاعرة ، اما الاسلوب فبنيته تتركب من : بساطة المفردة ، وتلازمها مع معناها ، فلا غلو او اقحام لقصد في لبوس مهلهل ، بل المفردة مفصلّة على مقاس المعنى ، اما البنية الزمنية فاعتمد الزمنية الحاضرة ( التركيز على الافعال المضارعة ) لاعطاء احساسا بحيوية وآنية الاحداث بما تجعل القارئ ( يعيشها ) وهو يستعرض سيرورتها الحدثية كأنها ( لقطات سينمائية ) حيةٌ ومتنامية ( مفتوحة على المستقبل ) ، اما البؤرة النصية ( أيها الرجل / أعلم أنك حبيبي...) فهذا الرجل الذي كان ( فأنتَ لست برجل ) اصبح حبيباً !! واياد بهذا ( التحول غير الممهد له ) انما وجه ( رسالة خطابية ) للمتلقي دلالتها المعنوية : ان الرجولة قيمة وموقف ومعنى وجودي ، لامجرد شكل ( صورة ) براقة في علانيتها ، ومطفأة القيمة في سرها : ( تنتزع حقوقي وتطمسها
وأنتَ الخاضع الضعيف
أمام أسيادك
صامت متخاذل
لتحقيق مطالبك
والشجاع المتمكن...
المغوار البطل
في اهانتي
انتهاك حريتي
استغلال ضعفي ) رجولة براقة ظاهريا حينما ينهب حق وحرية المستضعفين ويستغل وهنهم ، وفي حقيقته المستترة ، غير المعلنة ،هو جبان ، متخاذل ، ضعيف بل هو (وتخاف وصفكَ بفاقد الرجولة ) ، والمظلوم ( تقمص شخصيته الشاعر ) اقوى منه ، واكثر صدقاً مع نفسه ، وهو قادر على الحاق الهزيمة بذلك المدعي الخاوي من كل اعتبار / هنا الشاعر يشير الى ثورة المظلومين الجياع المهضومي الحقوق ، فنراه يقول (هنا أعلن صرختي...
لن أصمت على ذل
سأنتزع حقي منكَ ) الصرخة مكافئوها المعنوي / الثورة ، فالمقياس الحقيقي للرجول هو الموقف ، والوضوح في الاختيار بين الانحياز للقيم الانسانية النبيلة المنتصرة للمستضعفين المستلبي الحقوق (فإما أن تكون سندي...) ، او اختيار الموقف المقابل :
( أو المتهم باضطهادي والقاتل ) / محبتي الغالي اياد وعذراً عن قراءتي العجولة لنصك الرائع
ـــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق

0 التعليقات:

إرسال تعليق