—�—�—�—
اِبقَ في مكانكَ
أنا القادمُ إليكَ
يا شوقُ
لا تكلفُ نفسكَ
بعناءِ انزياحِ الوقتِ
وعثرةِ أقدامِ الليلِ
أنا آتيكَ زحفاً على أطرافِ مخيلتي
مهما كانَ الضررُ من خدوشِ الويلِ
آتيكَ وبيدي مرايا العمرِ
كلهنّ تشظتْ على وجهِ السنينِ
لم يبقَ إلا حديثٌ يفترى
أو بقايا من ذكرياتٍ
كتمتماتٍ عفويةٍ هربتْ منها العصافيرُ
يا شوقُ
سأحملُ على ظهري عُشبَ أنيني
وأزرعُ في مكانكَ الورود
ويغني الندى طرباً
عند فجرِ الوعودِ
الغصنُ يهتزُ كطولكِ النحيفِ
تحت سياجِ الأفقِ
قررتُ بريشةِ التمني
أن أرسمَ قمراً يوازي سكةَ السفرِ
يا شوقُ
اِبقَ مكانكَ لا تتحرك
واستظلَّ بوريقاتِ الأملِ الزاحفةِ نحو الخريفِ
هي لحظةٌ أو نطفةٌ أو طفرةٌ وراثية
سأكونُ قربكَ جنباً إلى جنبٍ
بعد هذا الانتظار
مظلةُ الأصابعِ المتشابكةِ
بعلو السماءِ
لا أتركُ العناءَ يعتليكَ
ولا ليالي السهرِ
قفْ والقطارُ يجري وراءَ دخانه الرمادي
يلعن بعد المسافاتِ وتعدد المحطاتِ
آخر وقفةٍ ستكونُ مع حاجبِ العوارضِ
سأدخلُ من بابٍ واحدٍ وأحملك
كهويةِ الدخولِ في أي ليلٍ يجوزُ لنا العبورَ
يا شوقي
لم يبق لي غير أن أحملَ قميصي على كتفي
قبل أنّ تقدّهُ العهودُ
آتيك ٠٠ آتيك
لست وحدك الذي يعاني
أنا مثلك غريبٌ على واجهةِ الحدود٠٠
—�—�—�—�—�
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٣٠-١٠-٢٠١٧
0 التعليقات:
إرسال تعليق