الجمعة، 8 سبتمبر 2017

أياد حسين جاسم النصيري***قراءة نقدية في نص–( وردة الأمس)


ربيعة بو زناد بنية الحضور وجمالية المفردة وجرأتها
قراءة نقدية في نص–( وردة الأمس)
أياد النصيري
****************************
سرنا بالمركبة نفتش عن شيء فقدناه قبل أعوام ولكننا أدركنا لا زمن خارج توحدنا حتى لو دارت الأرض ألف دورة حول نفسها وحتى وأن فتحت الدروب في أقاليم الأيام التي أستطابت الخروج من رحم الأمنيات التي غابت عن أمتزاج قمرنا الوحيد على سرير الموج عند ناصية الحلم الذي ظل وحيدا دون ذاكرتنا مع أننا أطعمناه كل أرواحنا .
(ربيعة) اديبة مغربية تكتب النثر والشعر والقصة القصيرة والخاطرة -ولدت الشاعرة ربيعة بوزناد بمدينة أسفي في عام 1978
في أثناء الدراسة الاعدادية اكتشفت موهبتها الفطرية في نظم الشعر
تابعت دراستها بكلية الاقتصاد بمراكش لتلتحق بمركز تكوين الأساتذة بالدار البيضاء
للشاعرة ربيعة بوزناد ، منذ بدايتها ، مسيرة شعرية أثمرت ديوانين، الأول عنوانه (بديعة ) الثاني (شموع مطفأة )بالرغم من أن هذا النص ليس بأفضل ما كتبته الأديبة المبدعة(ربيعة بو زناد)
..إلاّ أنه جدير بالاهتمام والقراءة فهو نافذة مشرعة على الذات الانسانية كي تجردها من التمادي في المكابرة على حساب أنبل مشاعر سكبت في البدن وتغلغلت في الوجدان وهو الحب ..أسمى مواهب الحياة .
والشاعرة (ربيعة) في نصها ( وردة الأمس ) أستطاعت أن تنسق المفردات المتجاورة بنسق هندسي عمودي الذي أعطاء الى النص توهج مستمر لا يتطرق له الخفوت في فضاء النص , لأن الشاعرة دائما تأتي برموز في حالة تجلي الذات في أنتاج النص أي أنها لا تخضع الشكل على حساب المضمون ولا العكس لهذا يأتي النص لديها وفق معمار هندسي يستوعب طاقة الأنفعال المرمز المتجدد مع كل نص ..من نصوصها التي قرأتها –النص لدى الشاعرة هو حالة تصاعدية ذهنية ضمن منطقة الصراع الذاتي الذي وحد الرؤيا داخل النص دون أن يشتتها لهذا بقى النص محتفظ ببؤرته النصية كمعمار فني متصاعد , و حافظ على توحد الشكل والمضمون كحالة أمتزأجية وليس كحالة قصرية ,وبلغة أستطاعت أن تستوعب كل هذا الصراح الذاتي وفق مفلرداتها . وكذلك أستطاعت الشاعرة أن تبتعد عن الزوائد والترهل في اللغة التي كونت التعبير التمجاور لكل معانتها الداخلية—
َحْمِلـني كالزهـرة في يَـدِهِ
ويَغـرُسُـني في تـلك الـسَّنـواتْ
**
هل كـنـتُ أنا حـقا حـبيـبـتـُه ؟
وكـيف سُـهْـتُ عن تـلك اللحـظاتْ ؟
**
حـين يُـنـوِّمُني في دفـئ شـمْـسِه
ويُـدَثـرُني بأشـهى اللـمـساتْ
**
ويطـوف بي بحارا شـاسعة
فــوق بساط من الـغـيْماتْ–
وبعد أن شعرت أنها فقد كل ما كانت تعيش وتحول كل شيء الى ذكريات , تحاول أن تستعيد ذاتها التي رحلت دون عودة , تحاول من خلال ذاتها وما في داخلها من توصيفات إنسانية لكي تعوض تلك الأيام , أنها تحفز ذاتها على الأتيان بالبديل عن ذلك الفقد , فهي تريد أن تجد كل هذا الفقد من خلال الأخر , لكي تجدد حياتها وتعيدها لكي لا يبقى الماضي هو المسيطر عليها بكل تفاصيله , فهي تريد أن تجد من يعوضها عن تلك الأيام , بعد أن وجدها ووجدت فيه كل ما تبحث عنه من عشق متيم و بريقا يوصلها الى ذاتها المنسية داخلها فهي رغم حالات الفقد التي تعيشها أو عاشتها لكنها تريد كل شيء أن تعيشه بقدسية في الضوء كقدسية القمر
لشعورها أنها لا يمكن أن تعوض كل هذا الفقد إلا بحالة عشق ميتم يكون لها بريقا يرجع لها ذاتها التي تشظت , وحتى وأن جابت الفيافي لأن روحها ما هي إلا أكليل زهر وعبق الزناق لهذا تريد أن تعيش كل شيء تحت الضوء وبقدسية أي أنها لا تفرط بذاتها لأنها عاشت حالة الفقد بل العكس هي متمسكة بهذه الروح المقدسة عندها
يقـول لي : كـنتِ لي في صباي
أمـلا وشـوْقا تَـزُفـه النجْـماتْ
**
قـلتُ ربّاه .. ! كـمْ أنا أعْــشـقـهُ
وكـمْ جُـدْتُ له بأرق الـعَـبَراتْ
**
وحـيـن يُراقـصُني ..؟
وحيـن يُـناورُني ؟
بـين يديه ويُحَـرِّكني كالـمَلِـكاتْ-
وتستمر الشاعرة (بوزناد) بحالة التوصيف الذاتي لما تريد أن تعيشه من أجل أن تحقق التوازن الكلي مع هذه الذات , وأستطاعت أن تحقق البعد الرمزي والدلالي من خلال هذه الحوار الذاتي أتجاه ما تتريد أن تعيش , وهي هنا تتسامى من خلال الفعل الأستهلالي الذي يعطي كل مكامن ذاتها الداخلية من تصورات نفسية وما تريد أن تهب من يبعدها عن كل خساراتها و ما عاشت به من الوجع ,وأن تعطيه دفئها ومهجتها لكي تعود على ما كانت تعيشه في الماضي كمليكة لأنها تمتلك على قدرة على العطاء رغم أنها تعيش الوجع من الداخل , وقد بنت الجملة الشعرية على الجمل الأستبدالية لكي تبقى المعنى منفتح على الدالة التي تؤكدها من خلال رحلتها في الحياة
يَـضُمُّني فـتـبْـلعُـني المتاهـاتْ
آه .. ويدي على قـلب يُشـبه الجَمْراتْ
**
يَهـدي لي ربـيعا رَسَـمَته الكـلماتْ
يُعـيد لي عُـمْرا جـدَّدَته الوَمَـضاتْ
**
يُغـازلـني بسـحـر تُـتْـقِـنُه اللـمَحاتْ
و حـين يُهادنـني عند سكوت الـفَـتْـراتْ
**
رباه … !
كـم أنـا أكـْـرَه سِـلـمَ اللحَـظاتْ .. !
**
وكم أنا أغـبط حـضور الـبسـماتْ
في زمن الــوحشة وغُـرْبَة العَـتْماتْ
وتبقى الشاعرة ترسم جملها الشعرية ضمن منطقة الأحاسيس الوجدانية بطاقة أنفعالية تقربها من ذاتها وفق منطق الدالة والمرتبطة بالبعد النفسي مع المدلول لأن المدلول هو نقطة الأرتكاز على ماضي مر عليها , فهي بقدر ما تتذكره وتريد أن الأنعتاق منه من خلال التصور الإنساني بأن يأتيها من يخلصها من عتبات روحها ويعيد ترابطها مع حاضرها بعيدا عن كل ما بها , لكنها وجلة من بحثها عن هذا الإنسان لهذا نبقى تبني الأمنيات لكي لا يخذلها ما تعسي إليه , وحتى البوح يتلاشى ونبقى تعيش في سراديب شجونها أي تعيش كل أحاسيسها—-
لقد اخذتنا الشاعرة(بو زناد) في فضائها المفتوح نحو عشقها وحبها الجميل وحلقت بنا نحو سمواتها التخيلية000 لكنها اضاعت القافية والوزن معا وخرجت عن الخط البياني لنصها في الاشطر الاخيرة واعتقد انها زائدة ولم تمت بصلة عن متن النص الجميل
فـهـل أنا حـقا ألـيـفَـتـُـهُ ؟
وهـل كـنتُ يوما أنساهُ كيْ أذكُــرَهُ ؟
**
وماذا لو قلت لهُ ..؟
تعال .. فـأنا أرْقُـبُهُ .
لتظل(ربيعة بوزناد) ترسم لوحة الكلمات بحروف إضاءتها لهفة الفقدان لكن اختزنتها الذاكرة حروفا من ذهب اللقيا وذبذبات الحب التي تداعب القلب وتمازح الذهن .
وهكذا ليصبح الشعر حدائقا تفوح بعطر اللقاء ، ويكون جزء من عدة إنسان في الحياة وجزء من أناقة الروح وهذا يؤكد ان الشعر حي يرزق مادام الإنسان وما دامت البسيطة معمورة بالحدائق وأنفاس رؤى هذا الإنسان حتى تصل الشاعرة لحالة الاندماج الروحي–
هكذا (ربيعة) أرادت أن تخط لنفسها خطا بيانيا تقول فيه ها انذا موجودة باحتراقاتي انزع أوراق الخريف واستقبل ربيع الحب .00000
000000000 اياد النصيري
قراءة نقدية في نص وردة الأمس
للشاعرة المغربية ربيعة بوزناد

0 التعليقات:

إرسال تعليق