الأربعاء، 2 أغسطس 2017

أياد حسين جاسم النصيري*** لمياء المجيد في قصيدة دعوة دفينة للتمرد


لمياء المجيد (الرؤيا والصورة الشعرية)

في قصيدة دعوة دفينة للتمرد
أياد النصيري—العراق-30 -7- 2017
للإبحار في متون نصوص الشاعرة العربية التونسية ((لمياء المجيد)) الشعرية نستبعد كل المزالق التي يحتويها النص، بعيداً عن مفاهيم بعض الحداثيين أنّ في كل قراءة للنص إساءة له
تحاول هذه القراءة الجوس في ردهات الرؤى و الأخيلة الشعريةفي نص قصير وجميل يحتوي على المعاني والصور الشعرية، ضامة و بمحبة و بتذوّق وعذوبة يحسها القارىء والمتلقي من رحيق و من لهيب، عسى أن تفتح كوَّة للضوء
بعينٍ مفتوحة ومركزة على الدوام، تراقب الشاعرة ((لمياء المجيد)في مختلف نصوصها تحوُّلَ العالم ليكون هو أيضاً رافضاً لفكرة الثبات. الرفض مكتوب بلغةٍ هي أقربُ إلى الإدهاش، ومن ثم إذعان القارئ لضرورة إعمال الفكر والتأمّل. لكن على الرغم من ذلك، لا مجال مطلقاً للغوص في التأويل، فالنص واضح وصريح تمضي كي تشكّل لذاتها النواة الأساسيةوهي المضيَّ في البساطة، بساطة الطرح وعمقه في آن
قصيدة(دعوة دفينة للتمرد) حافلة بالغنائيات والحوارات مع الذات والعالم. اللغة هنا تمثِّل التحدِّي الباذخ في كل نص تنحفر مفرداته ومعانيه ورؤاه.و تتجلّى العبقرية القريضية هنا. إن النص يحتاج بحصافة لمن يستكشف أبعاده وآفاقه الجمالية والتأويلية
****************************
يجف ريقي
و لا أعبر عن خطوبي
ينفد بحر حبري
في زحام أمنياتي
و تبقى كلماتي
معلقة
تسبح في برزخ عذاباتي
*************************
لكل نصٍ شعري ميزاته أو خصائصه الفنية التي تعبر عن شخصية الشاعر أو المبدع الذي أنتجه، ولكي يتسنى لنا معرفة ميزات كل نص ٍ شعريٍ لا بد لنا أن نستعين بالنقد للكشف عن تلك الميزات، ذلك أن النقد هو تقدير النص الأدبي تقديراً صحيحاً وبيان قيمته ودرجته الأدبية، مما يفرض على الناقد مهمة تكاد تكون أقرب إلى البديهية هي في قدرته على تعميق استجابة المتلقي للشعر أو بعبارة أخرى السعي الجمالي إلى تبسيطها وتوسيعها. ويتم ذلك، دون أدنى ريب، من خلال أسلوب التواصل والتوصيل الفنيين بين القصيدة/ الشاعر والقارئ/ المتلقي، صاحب الاستجابة المتوخاة، هذا المتلقي الذي يرى في الكلمة الشعرية المهموسة عالماً جمالياً يعمّق إحساسه بعوالم الطبيعة المحيطة به وحينئذ لا يكون لأفكار الناقد التجريدية المفروضة على النص الشعري/ القصيدة، أي أثر يستحق الاهتمام
أن مجمل قصائد الشاعرة لم تأتِ إفتراضية وإن حملَ ديوانَها البكر (حين حررت صمتي) هذا العنوان .. بل جاءت نتيجة نبضٍ وشعورٍ ،تحاول أن تتجاوز في هذه القصائد المفاهيم السائدة على مستوى النص الشعري .. الهدف لديها كان ولا زال جعل القارئ يشعر بأنه جزءٌ لا يتجزأ مما يقرأ .. ليكون بحالة اندماج كاملة مع النص . فالشاعرة تتكىء على هذه الصور لتكثيف الدلالات، ولتعدد الإيحاءات، لتميّز مجتمعةً البناء اللغويّ الشعري المعاصر الذي تتبناه في نصها المندرج في خانة الحداثة الشعرية، إضافة إلى كون الشاعرة تتحدى لعبة التنسيقات الصوتية والهندسة الإيقاعية في كثير من هذا النص لصالح الدلالة
قرأت هذا النص القصير أكثر من مرة من دون أن أبرأ من سحره وفتنته
**************************************
لو أن البحر حبر
لغمست فيه ريشاتي
و فجرت صفاء السماء
سراح المعاني
و لولا الرقيب...
لأرسلت طرفي
أستعطف الغيث السكوب
لتوشيت بنجم
و تعطرت بطيب
ألين به قلب الحديد
****************************************
أن لغة الشعر التي تحلق بها الشاعرة ومن خلال انزياحاتها ، ودلالاتها داخل فضاءاتها الرحبة ، وروحها المتوثبة لخلق قصيدة نثر حداثوية عبر موارد الانزياح والدلالة اللغوية من خلال مخيالها التصوري الخصب ، المبتعد عن شكل القصيدة الكلاسيكية ، والغير ملتزمة بقواعدها العروضية
وهنا علينا الاعتراف .. بان الشاعرة العربية التونسية المجددة (لمياء المجيد ) قد نجحت أيما نجاح في استثمار طاقاتها الشعرية المختزلة ، وأقصى درجات الاستفزاز لملكات مخيالها الشعريّ المحلق بعيدا في اللامرئي من الأشكال ، والمسميات ، واستنفار ملكاتها الفنية ، ومهاراتها اللّغوية العالية ، وتقنية استخدام لغة الانزياح بشكلها التراتبي ، وتعيين ملاحق إيغال الدلالة داخل متن قصيدة النثر
في تعابير الحب ومصطلحاته الشفافة نجد الشاعرة (المجيد)تخاطب الحياة عشيقة تزهو بها وتمرح معها في كل حين، دون زمان ومكان. وعسانا نجدها قد أقنعتنا بأن خطابها إنما هو ترجمة لما يعتمل به قلبها حباً لمن وهبها أجمل ما في نفسها من حب. لا تريده أن تفارقه، تريده أن تبقى ملهمته، فأولدته حبها القدسي تزهو بها نفسها في كل حين، يوماً يناجيها وآخرَ يرتجيها، ويعود بحثاً عن أحضانها ليرتمي عندها، يعلمها وتعلمه الحب
***********************
و مزقت أوتارا لأحزان عودي
و هجرت بؤسي،
ازحت ظلام قيودي
و أعلنت يوم عيدي
و أطلقت العنان لهزار نشيدي
شاديا صرح صمودي
بين فجاج الوجود
صادحا عن برء العميد
من غل القيود
*******************
نصهابوحٌ يرتّلُ لسحر عينيها اشتياقاً .. يقطف لها فجراً نديّاً وصباحْ ..بعينيها يمحو بحور أحزانها .. تعود طفلةً يُطرب الكونَ ثُغاها .. لهفتُها إليها لهفةُ الصوفيِّ إلى اكتمال الوجد .. الحبُّ لديها كنبيٍّ مُنتَظَر
دعوة دفينة للتمرد
*********
يجف ريقي...
و لا أعبر عن خطوبي
ينفد بحر حبري
في زحام أمنياتي
و تبقى كلماتي
معلقة...
تسبح في برزخ عذاباتي
لو أن البحر حبر...
لغمست فيه ريشاتي
و فجرت صفاء السماء
سراح المعاني
و لولا الرقيب...
لأرسلت طرفي
أستعطف الغيث السكوب
لتوشيت بنجم
و تعطرت بطيب
ألين به قلب الحديد
و مزقت أوتارا لأحزان عودي
و هجرت بؤسي،
ازحت ظلام قيودي
و أعلنت يوم عيدي
و أطلقت العنان لهزار نشيدي
شاديا صرح صمودي
بين فجاج الوجود
صادحا عن برء العميد
من غل القيود

0 التعليقات:

إرسال تعليق