...............................................................
تتجردُ روحي من بوحها
وترتقي سلالمٙ الصمت ِ
خطوةٌ تلوٙ أُخرى
فلا جدوى من الكلام في زمنِ الزيف ِ
قٙطٙعتْ أجنحتها
فسماءُ الأحلامِ عاقرٌ
كلما ٱرتقيتُ صرتُ
أهُشُ ذكرياتي الحزينة ِ
كآثارٍ سليبةٍ
بِيعتْ في سوقٍ غريبة ٍ
أُواصلُ الأرتقاء ِ
بشغفِ أرضٍ
لسُقيا بعد جٙدبٍ
كلما ٱرتقيتُ نسيتُ حرفاً
أو رقماً
يحمُلُ عنواناً لألمٍ ...أو أملٍ مؤود
أوشِكُ على الوصولِ
لكن هاتفاً حذٙرٙني
( إذا ٱجتزتي بابٙ الصمتِ ستموتُ في قلبكِ كل الذكريات )
توقفتُ ... فلحظةُ القرارِ تُوقظ المشاعر
رغم كل المرِ في الحياةِ
وندرةُ لحظاتِ الفرح
تبقى ذكرياتنا هي هويتنا
فتراجعتُ ....نعم بلا أجنحة
لكنني احتفظتُ بي
رغم صعوبة القرار
سناء السعيدي
........... .......... ..........
الدراسة:
سلالم .هي معابر احتياطية تستخدم في حالات الطواريء / ولوج أو خروج / بمعنى أنها صلة وصل بين موقعين أو مكمنين محددين بمعالم جغرافية
لكن عندما اتبعتها الكاتبة ب ( الصمت ) والصمت مرجعيته الفكر ( بوح .صمت .كلام .زمن .ذكريات . )
فقد حددت ماهية العالمين/ فكريين / وبنظرة شاملة على النص ندرك أن الكاتبة تعيش صراعا سايكولوجيا نتيجة لتباين فكرين واحد / وجودي /عاشته الكاتبة / المرأة / مكرهة تحت ضغط ومعاناة واقع مفروض ، مجبرة مسلوبة الإرادة ( أهُشُ ذكرياتي الحزينة ِكآثارٍ سليبةٍ بِيعتْ في سوقٍ غريبة ٍ) . وآخر / نظري / أرادته وتمنته حاولت جمع شتيت تجاربها لإدخالها ضمن فكر تجريدي مترابط تخرج به الى العلن ، النور ( ترتقي . سلالم . خطوةٌ تلوٙ أُخرى )
وهي محاولة جيدة لتدوير العالم / الفاسد / فكريا'' وتحويله إلى واحة ( أُواصلُ الأرتقاء بشغفِ أرضٍ لسُقيا بعد جٙدبٍ ) . بعد أن أدركت انه مجتمع ذي فكر يسعى إلى التعجيز والدفع باتجاه اليأس (قطعت أجنحتها ) .لكنها لم تستطع ولم يكن لديها الجرأة الكافية للإنطلاق بعيدا'' فأمنت لنفسها ذريعة جيدة للتراجع ( لكن هاتفاً حذٙرٙني ) . حقيقة هو نوع من التمرد/ السلبي/ للمرأة العربية بشكل عام والذي لم ولن يؤتى بثماره طالما ترفع السبابة بوجهها وتخاطب خطاب التشريط ( إذا ٱجتزتي....ستموت في قلبك ....)
جملة فيها من الترهيب والضغط النفسي ما يكفي لإستفاقة كل مشاعر الهلع والخوف ( توقفتُ ... فلحظةُ القرارِ تُوقظ المشاعر ) ،فتعاود ادراجها ببعض الخسائر نعم ( رغم كل المرِ في الحياةِ وندرةُ لحظاتِ الفرح ) لكنها لم تلغي فكرة المحاولة / صراع المرأة / إذ تركت الباب مفتوح ( لكنني احتفظتُ بي ) وهي إنما دلالة على ديمومة التمرد وان خميرته موجودة على عكس ما توحيه القراءة الأولى للنص فلربما للوهلة الأولى التبست الأمور على القاريء فظن أن /الصمت /الذي كانت تنشده الكاتبة / المرأة/ هو إنما اﻹنهاء الحقيقي لحياتها لوجودها /النظري / وأنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وهذا طبعا احتمال وارد لولا أنها قامت بحركة رائعة رجحت ما ذهبت إليه في قرائتي لدلالات النص سأسمي هذه الحركة / الحركة الاثر السرية /
وهي :
من الملاحظ أن الكاتبة أتبعت الميثيولوجيا السومرية / الهبوط والصعود / من العالم السفلي بكل تفاصيلها لكن الملفت أنها قامت بقلب المواقع كيف ؟!!! ولما
- في الميثيولوجيا تكون الانطلاقة من
عالم علوي / الخير / ....سلالم / درجات الهبوط /فيه تنزع الحلي وتودع لحين العودة ....عالم سفلي / الظلمات / اي بما معناه ( هبوط ثم صعود )
- الكاتبة نقطة انطلاقها من
عالم سفلي /بائس/ ...سلالم /درجات الصعود / عالم علوي /الحياة الحرة / التي تريد اي بما معناه ( صعود ثم هبوط )
ثلاث نقاط مهمة اكدتها الكاتبة بهذا القلب في حال فشلها
1- التأكيد على أنها تعيش في واقع مرير /سفلي/قابعة به بشكل مستديم وهو الذي انطلقت منه
2- محاولتها التخلص منه ففي مراحل ارتاقاءها تخلع عنها كل المعوقات ( كلما ٱرتقيتُ نسيتُ حرفاً أو رقماً
يحمُلُ عنواناً لألمٍ ...أو أملٍ مؤود ) التي تعيقها من المضي للوصول إلى مجتمع عادل ينصفها
3- وأخيرا رغبتها ببلوغ ( أوشِكُ على الوصولِ) حياة عادلة منصفة . هي منعت من الإمساك بعصارة إختباراتها الوجودية والنظر والتمعن بها لتتدبر أمرها باستنتاج يقضي إلى حياة وصياغة جديدة لفكر الكاتبة / المرأة / بشكل عام .
لكنها تركت دلائل /أثر/ لسليلتها لتقتفيه ،لذلك اسميتها (الحركة الأثر السرية ).
تقديري ومودتي. ....
ميلو 29 /8 /2017 /
0 التعليقات:
إرسال تعليق