الثلاثاء، 30 مايو 2017
Abdel Fatah Naffati***معلقات على بقايا جسدي *
*معلقات على بقايا جسدي *
أنا العاشق الباقي
في لغتي
حفيفا خفيفا
كخطى الغزاة على معلقات الهويه
راحلون هم، مهما صمدوا
أو بقيت محتلا نوتات الغناء
لا تبك و كن صبورا
فالغياب سيعلمك طقوسه
مهما توسلت السماء
بالأمنيات و الدعاء
كشجرة عالية هوت
كخيمة صيفية يداعبها النسيم
فتركع له هباء
من بعدها سيرحل اللاعبون
في ترتيبة ذاكرتك
بالأمس كنت تحبو
على رملك
و كنت ترقص كلما غنيت أنشودتك
مكسورة المعنى و الإيقاع
أنت عريس الموج
فلا تكن كامل الحزن
كي تبقيك المرافىء أجمل و أجمل
هل أخذت سرج القصيدة
لأبعد من هذا المكان الضيق
لأبعد من هذا الألم الحي في كل أم
لأبعد من هذا السجن الجديد في كل عيد
و لأبعد من هذا المنفى العاطفي في كل زواج حبيبين
راحلون عنك هم
شئت أم شاءت النهايات
يا ولدي تذكر لعلك تنسى
كلما بكيت وحيدا مستظلا
بشجيرات المشمش و التوت الأحمر
كلما هربت من حضني إلى حضن العنب
هنا أنت
داخلي، في مسيرة نفسي
و في تردد الشهيق
خلف ظلام الزوايا
أمام سياج الزيتون
لعلك كنت تأبى المشي
في الطريق الغربي
فسكنت في شظايا الظل
و الظل أرق شمسك
*** *** ***
أنا العاشق الناجي
للآن
من فخاخ القدر
تعبت من السمر حافيا
أمام القمر
دنوت من السدى
لكن السدى يخير المتضرعين
لا تستعجل الوقت، يا ولدي
و آترك مسافات للصدى
ليرجع ربما نورسا
أو يستريح من عبث الذاكرة بالذكرى
لست وحدك يا ولدي
المرئي في عداد الغابرين
فسمات الغياب على وجهك
شامة
زيتونة تعرت جذوعها الشاحبة
طفل تركتك أمك
في مهدك الكبير
على عكازك تتقفى ممشى الحنين
تسقط، تقف وتسقط
أمام البيت النائي
أمام هلامية الجبل
على صخرته تبكي
لتمجدك الطيور ركنا ركنا
و تنثر في الصقيع يتمك
و ترثيك أعشاش الحمائم الخائفه
و تنتحر فوق الرداء القديم
هل سألتك الكائنات عن عرشك
السالف
فقلت لها إنك تائه بفطرتك
و تائب عن عشقك النسائي
إستقبلتك الإتجاهات بادئ الأمر
بتحضر
مرحبا، مرحى بالعدمي
نعلمك الحبو من جديد
فأنت لم تخلق لتحيا عازفا
كل هذا الأنين
*** *** ***
نهضت في الصباح
الريح تهرب من مدائنها
و من حراسها
صباح الخير أيتها الحبلى بأمسي
يا ريح هبي على جسدي
فأصلبي معلقاتي المكتوبة
بالحبر الخفيف
و علقي نبضي على قليل من الملح
و قولي للفضاء الفسيح
قد جاء الغريب على صهوة الناي
لا تبك، قالت لي العواصف
ضمتني و هدهدتني
صفرت طويلا حتى جاء من بعيد
صوت يشبه تراتيلي
أمام المدفأه
و خيال يسامر بقاياه
في المقبره
أنت يا قمر العريس
يا قمري
هل نسيت خاتمك المرصع بإسم الله و الرسول
و القرط و الحبيبة
في سؤدد الفرح العبثي
مررت بجانب أعواد البنفسج
و سمعت الآذان
برغم الصخب
برغم التعب
و حلمت بوجه يضحك
و يقبلك
في آخر صف المودعين
*** *** ***
لي الحاضر و لك الأمس
أنت الحاضر و أنا الغائب
المنسي على دفعات
و لا أدوار لنتبادلها
و لا مآثر لنكرم بها الضيوف
فالنهاية إرثنا المستحيل
و البداية طفلنا الشقي
ضبابي الوجه
كالسحاب الكثيف
خذ قاربي على مهل
و جس عاطفتي
على عجل
فإن لم تثر
و لم تطر
كسنونوة تبحث عن حبيب
فآرحل بلا شغف
و لا تلتفت لمعلقات البيوت
المنكسره
لا بيوت ستبقى على حالها
إذا مسها جنون الريح
و لا وشم سيخلد على الجبين
إذا مرت مراسم زفاف العصافير
*** *** ***
ندبة أخرى
تحتل حنجرتي
تغص مفرداتي
في خاطرتي
يجذبني المدى
عاليا
في المدى
كهيام الماء بغريق يستجدي
كصيام الفرح آواخر العمر
هذا الزمان زماني
الشحيح
الفسيح
يلطمني كنص يستعجل فريسة القلم
هذا الهوى الطائش
يكسرني كزلال الطمر
كالأبعاد الخرافية في أساطير الخلود
أو كسيدة توشك أن تفقد نبل شفاهها
السمر
و لا قارعة لأنتهي
و لا شفا هاوية قبل أن أهوي
يتلقفني الصدى الخافت
على رسل
فأسقط كخاتمة أولية
لقصيدة غبية الحلم
*** *** ***
لولا الحبيبة لكان الشاعر ألما
على دفتره
منسابا كثلج ذائب
لولا الوطن لكان السجن
عش السجان لوحده
غريبا كملمح الشاطىء المنكسر
لولا الموت لأنتصرت الحياة على خالقها
و إنتهى الزمن معلقا على جذع النخل
كالحصى الثائر على قفاه
كحمى الشتاء المار
رويدا رويدا على وتر المطر
كل الإحتمالات إذن جائزة
في النصوص القديمه
متغيرة في بعث الأحبه
المعابد نسفتها السيوف
الخيول روضتها الحروب
و النصال كسرتها دروع الحديد
ماذا تبقى للإحتلال
من كثافة الخوف
و عتمة الشرور
هذا التاريخ قصير جدا
لولا طاعة الأرض للتراب
لابد من عصيان للحرف
أيتها السحب
ليكتمل إستقلال النصوص
و نبشر الغائبين
بديمومة العشق بعد إندثار الجسد
في القبور
*** *** ***
كم هلكنا و نحن نربي غربتنا
الشريده
قالت إمرأة لرجل في خيالها
و مرت في تألق الثدي
أمام المرآة
و عبرت عارية بخجل أمام كحلها
الثائر
نامت على صدري الوجل
تتأبط خصر الأمنيات
تداعب بيديها فوهة المدامع
و تستبطن شعري الآتي
لم نستيقظ لحظتها لكننا
كالميتين كنا في شريان الحب الأخير
في سريان القبل على الضفائر
قلت حين لامست شعرها بثغري
كوني حبيبتي عمرا واحدا
قد نلتقي في آخر رمق الليل
شريدين
و نحلم و نحلم
بإبنة و إبن آخر
قد نولد مع غشاوة الحلم النهائيه
يا حبيبتي قفي على ظلي
فأنا أقل من مترين من الماضي
لي مساحة كافية كي أرتب
نضارة الورد على خديك
لي صفحة كاملة من صحف عينيك
كي أرتاح تحت تحت أجنة قبلتنا
المشعة بالزهري
هذا هو أنا
أنا بصفات جمعك في
لا أقبل القسمة على جسدين
لا النار لا الغبار الرصاصي
يشطرني نصفين
أنا لغات الشرقي العتيق
فهل أنت جناحي سوسن ندي
و هل أنت قاموس معبدي الصوفي
قالت لي مفرداتي الثكلى
كن يا رفيقي تاجر قماش محترف
لتخيط لحبيبتك تاج عرسها
كن ساحرا ساخرا
لتحضر لحبيبتك فصل ثلج
على مزاج ضحكتها
كن ناثرا، كن شاعرا
بحزنه و حزنها
لتكتب يا خليلي لحبيبتك وصية
غسلها الأخير
ما عادت مرافىء الغرباء
تكفي كل الغرباء
و لا عادت دموع المودعين
تستجيب لكل صفات الوفاء
و تكفيك لوصف تفاصيل حميمة
عن وداع زوجي حمام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق