وتأثير الإيقاع الصوري
أحمد المالكي العراق
قراءة في نص الشاعرة اللبنانية
رنا يتيم
كان مهيأ لها أن تكون بهذا الشكل المتنوع تسير على أكثر من صراط تحيط بتماسك النص المعرفي بكل نظامها المثقل بالجمال
تُجرد وَتختزل ثمَ ترمي الفكرة في الجدلية المُفرطة النظرية الشعرية الحديثة عندها مثقلة بالوصف متعددة التأثيرات غير محددة الصور الخيال عندها مُدن رصينة تدخلها كيف ماشاء النسق تُغادر الجمل تاركة دلالة فنية تشبه الإيقاعات المتغايرة والمتغيرة حسب عزف المتلقي لها ....
الشاعرة هنا اعتمدت في هذا النص على الخيال الخارجي والحقيقة الداخلية هي بنية النص فطالما تنامى لديها الجمال المعرفي عبر هذه الاستعارات المتمثلة بالتجريب والتركيب الممنهج المتمثل بالأبهام الحديث واللغة المبتكرة القابلة على تحريك الأوتار الموسيقية التي تنثر النغم المتمركز في هذا الأيقاع النثري الجديد
اللغة الشعرية المركزية هي التي تحرك العقول القابلة لتآويل المعنى عبر اختلاف المعاني هنا نأتي على هذا الأجتهاد المترابط عبر توحد الخطاب رغم ما يحمله النص من خطوط إلا أن الشاعرة رنا يتيم حاولت هنا أن تقدم مشهد لغوي شعري يختلف عما كانت تقدمه في نصوصها السابقة فالجسد الذي تحول بقدرة الحبر إلى سماء لا تقف عنده تلك الندبة بدون تحرك أصابع اللا مادة حيث الليل المتعدد السهر تنمو فيه أشجار تتطور اغصانها وتمتد كما القهر المتشعب اتكلم عن الأدوات المستخدمة في ابتكار هذا المنجز وأقول أدوات لأنها ذات وصف متحرك غير ثابت من حيث الجدل الحسي .. .. والاستعارات المطلقة التي تتمثل بالنسق المركب والمفهوم الحسي الذي يأخذ الكتلة على انها فضاء مفتوح أمام قوة المجازات
كما يعرف النص الحداثوي أن البناء التخيلي متغير التفكيك والتحليل عند القارئ. ..فالمتلقي الواعي يفرق بين المنتج المستهلك والمنتج المبتكر
نعم ..... النص الشعري الحديث ليس صورة فوتوغرافية تحاكي الواقع كما هو عليه هناك تعددالرموز والشخوص في النظام الشعري لا تقف الأشياء على نسق الأرض ذاته
هذا الشكل المتعدد الزاوية يطلق عليه نقاد الحداثة التعدد الهرمي الذي يرتكز على البناء المنظم والطرح المفتوح عبر الدخول في خيال الجسد
نعم الوقوف على قوة المجازات هي دليل على أصالة الوجد
والسماء الأصيلة هي التي تتكاثر فيها النجوم وطيور الضوء
نعم العتمة بالمفهوم المستدرك قد تكون دليل الظلام هذا الخلق الأول النابع من اللا شيء قد يتخلق في استدارات إبداعية ثانية ويتحول إلى نهر من الكحل .... لا إلى رمز فاني كما الرماد
سواد الليل لايعني المسماة الحالكة للكون النص
الذي يقيم جدلا عبر نهج المنتج اللا مستهلك مثلما أتت الشاعرة رنا في هذا النص عابرة بنا إلى عالمها الخاص وسط هذه الأنوثة الكونية التي أرادت هي أن تدور حولها دوائر المجهول ... والمعلن
أرادت أن يكون السؤال نقطة ضوء .... هذه الصيغة التي تترك الإجابة على صدر سماء جل مواريثها ذاكرة ندية
تعود لتكرر الأنطلاق .....نقطة ضوء. ....... دون أن تلتفت لأنامل الظلمة تاركة وراء أحلامها أرق لا شكل له تلك الذاكرة المعتقة المعتمة التي تحاول لمس المثير حيث المسافات مبللة الخطا
هذا البلل الذي يوقظ أشكال المساحات لتستيقظ أذرع الترحال. ... والإكتحال هنا استثمرته الشاعرة عبر حسها الأنثوي ومخزونها الرمزي المثقل بالتشعب والتجريد
لتقدم لنا شعرية الفضاءات المفتوحة عبر جسدانية النص ومحاكه النفس نهج يشبه نهج المرآيا واضح حد التجلي اللغة المنبثقة والتي تمثل قداسة الماء الماثل والمتمثل بالحياة
كانت قد حملته بين كفها ....بين خطوط الإنسجام
والمبعثر تجعل منه فوضى منظمة يتدلى منها الجمال كمحور ... كتلك النقطة التي تدور فيها الخصوصية المترددة
والذبذبات المتواصلة عبر حدود الوصف
عندها الوقوف لا يعني التوقف. ...والنظر إلى الوراء لا يشمل عنوان التراجع هنا تعود لتقول لتلك الأنامل الأولى ..... أن الساحل الجسدي لا يعرف معنى صمت المحار
وان امواجها ماتزال تطفو فوق حضن الضوء
نص وكأنه يرسم لنا دائرة نختلف عليها ونتشذر بكل منهجية
نص يخرج من رحم الخيال يقود ذاته لمجرى المعرفة المنظمة ......
/ نِقطَـةَ ضَـوء /
للشاعرة رنا يتيم
النص .....
علـى صَـدرِ السَمـاءِ
نِقطَــةَ ضَــوءٍ
...
فكيـفَ لأنـامِـلِ الظُلمَـةِ
مُـلامَسـةِ مَسـافـاتِ النُـدبَـةِ
تَرحَـلُ عَبـرَ مَسَـاحَـاتٍ
شاسِعـةِ الإكتِحـالِ بمـاءِ النَهـرِ
دونَ المُـرورَ بـِالدَمـعِ الهـاطِـلِ
فِـي مَفَـازاتِ العُبـورِ
بالسِكَـكِ النَـزَقِيّـةِ الإشتِهِـاءِ
للإرتِــــــواءِ ........
.....
دُروبَ الوصـولِ للنقطـةِ
يبـدأُُ مِـن كفّـيَ المُنبَسِـطِ
نحـوَ الـوُجـودِ المُنكَفِـئِ
فـي عَتمَـةِ البـَوحِ الـدائِـرِيِّ الـذَبـذَبـاتِ
وفـي نُــــــواةِ التَـرَدُّداتِ
" أَنَـــــامِلِــــي "
فـي حُضـنِ الضَـوءِ ....._________