تجليات النص =قراءة في نص (عودة الحياة) للشاعرة المتألقة بتــــــــــــول الدليمي
00000000000000000000000000000000000000
طغت الفكرة بشكل غامر ومدهش على ماسواها فكانت كلقطة ذكية الايفاد عميقة الابعاد حالة من التعامل العقلي- بدء النص بعنوان مفتوح جذاب وتحفيز مثير ليبدأ العقل عن اجابة سريعة للفضول الذي يثيره-فهل الأمر يتعلق بحوار بين شخص وأخر؟ام هو حوار بين حرف وحرف؟ ام هو حوار بين انسانة وحالتها؟ وهكذا----الــخ0 وبالتعرف على مكنون النص ندرك ان العنوان كان بحق مفتاح له يمسك هو بكل أبعاده ويرسم معالم الصورة الكلية التي تدور حولها الفكرة- ويحسب هنا للشاعرة(بتول الدليمي)هذا التميز في اختيار نص معبر ومركز وجذاب وله صورته المعرفية الاوهو عودة الحياة0وذلك منخلال العلاقة بين الحروف والكلمات اذ تنحصر الكلمات في ثلاث انواع(فعل=أسم= حرف)حيث جعلتها الاديبة بتول الدليمي تتناغم موسيقيا عندما تبدء قصيدتها بالأنسلاخ من خلال الفعل المضارع(يتناغـــــــــــــم) والفعل المضارع هو مايدل على حدوث شيء في زمن التكلم اوبعده -وبتناص التناغم مع الجمل تتكون لديها الكلمات0حيث كلمة (يتناغم) المتكونة من ستة احرف طغت على النص باحرفها حيث لودققنا وتمعنا لوجدنا ان لكل حرف من الكلمة له دلالة واضحة وكالاتي
حرف الياء(27) حرف التاء(25) حرف النون(14) حرف الألف(47) حرف الغين(2) حرف الميم(9)0وهنانجد كلماتها التي جعلتها المتالقة الدليمي سريالية بحته والا كيف يتناغم الحرف مع الكلمة؟ وهو بالاصل مرتبط حقا معها وممزوج طبيعيا-وألا كيف يولد عشقا؟ كيف صار أسطوريا؟وهو الذي يتدفق من قلب الشاعرة فتكتسي لوحاتها الشعرية بالمعنى وتتدفق امواجا في هذه الرمزية المبهرة(اللعب بالكلمات) اذن الاديبة بتول الدليمي اشارت اليها وكانها لوحة الحياة الجديدة0 وهنا نتج عشقا لايشبه اي عشق في ذاكرة المحبين بل عشقا أسطوريا
يتناغـــــــــــــــــم الحرف والكلــــــــــــــــمة
ينتـــــــــــــــــــج عشقـــــــــــا أسطوريا
يجسد شكلك --فـــــــــــــــــي ألحياة
يبعث فـــــــــــــــــيُ الــــــــــــــــــروح
حقيقـــــة واقعيــــــــــــــــــــــــــــــة
لتناغم الحــــــــــــــرف والكلمــــــــــــة000
تتوالى حروف الدليمي كحبات لؤلؤية تنهمر من سماء القصيدة وتتحول الكاتبة من التناغم الى واقع القلب-- هذا القلب المليء باوجاع السنين والمأسي والحنين والاوضاع المتقلبة والحب والوئام والتلاحم والفراق والبعد -- فكم حجم قلبها حتى يحمل كل هذه التسميات وكل جزء منه يتدفق في شريان من شرايين القلب كما يحلو لها ان تسميها شوارع القلب0 ذلك قلبها الابيض النايض بالحب الصادق والدفء والايمان -
تسير في شـــــــــــــــــوارع القلب
تضج ضحكاتك وتملأ المكان
تجعل جسدي المتهرىء--يتماسك
يستعيد -- بعض الحياة000
تميزت لغة الشاعرة بتول الدليمي بالجمال لأستيعابها اشكال التعبير اللغوية المختلفة فهي لغة ذات قيم جمالية ودلالية متفاوتة- فالتركيبة اللغوية عميقة عمق التفكير ومؤثرة تاثير الشاعرية حيث جاءت بعيدة الانسياق المشهورة في الجملة العربية الخاضعة لقواعد نحوية صرفية-وقد اعتمدن الشاعرة الدلالة الصوتية وجزالة اللفظ والمعنى لتؤثر بذلك على النسيج اللغوي تاثيرا مباشرا امتزجت فيه الشاعرية باللفظ لتصنع موهبة موسيقية جديدة تحملها الكلمة ذاتها بعيدة عن غنائية الشعر وموسيقى الخليل--لذا تاخذنا الدليمي الى همساتها ومن ثم ياتينا صوت وضجيج متعالي وضحكات تملا فضاء المكان-وتستعيد الدليمي توازنها بعد ان انهكها الالم والتعب المضني وتتهاوى تارة وتارة تتماسك حتى تستعيد حياتها التي احبتها ارادت جزء صغيرا من عيش الحياة لكي تعيد البناء الذاتي-000
كاني مامــــت يومــــــــــــــــــــا
ولا كأني فارقت الحــــــــيــــــــاة
هــــــــــــا أنا من جديــــــــــــد
أولد----كالعنقــــــــــــــــــــــــاء000
فالحياة هي مظهر من مظاهر الحضور يكون استمراره بقدر ابتعاده عن التعلق بالمحدودية والمركب ويمتلك طاقة حتمية وجوده كقدر قربه من الثابت الممتلىء البسيط- حيث التماسك الجسدي يستعيد لها بعض الحياة التي تنشدها-وهي ان الحياة هي التي تعبر عن وجودها-والموت هو الحقيقة الواحدة الواردة بأحتمالات حدوث كاملة اوبتعبير اخر بعلم الاحتمالات ان نسبة حدوث الموت تساوي 1 او 90 %وهي حتمية الحدوث في(كأني مامت يوما)وكذلك(ولاكأني فارقت الحياة)اما الحقائق الاخرى الموجودة في الحياة لايصل هذا التشبه في احتمالات وقوعها- حيث تتوهج الصور الشعرية في تراتيل هذا النص وتسرد الذات المها لكي تعيد مجد حياتها فتولد من جديد (كالعنقاء) والعنقاء طائر عظيم معروف بالاسم مجهول الجسم حيث زعم قدماء المصريين انه يعمر خمسة قرون وبعد ان يحرق نفسه ينبعث من رماده عنقاء من جديد-وهكذا هي تريد ان تخلد رمزية العشق ففتحت لنا الصور الشعرية في تراتيل هذا النص00
على أنين ضحكاتك
القادمة من بعيـــــــــــــــــــد
كحفيف اوراق الشجر
أوصوت زقزقة العصافيـــــــــــــــــــــــر
ماكانت يومــــــــــــــا تغـــــــــــــــــرد
قبل--ألان---
لولا وجــــــــــــــــــــــودك0000
رسمت لنا شاعرتنا المتالقة(بتول الدليمـــــــــــــــي)كل احزانها والامها ومرارة الفقد الذي لم يبارح دنياها بقافلة تحمل كل هذه الاثقال ولاكنها تجهل مسيرتها عندما تكون وجهتها الى التيه والضياع وهي حالة مرت بها --لاستمرار ذلك الوجع الذي يلازم كل حبيبين ولن ينتهي الا بامل الرجوع والتلاقي من جديد-000 هكذا تفحصت حروف الشاعرة وهكذا انا قرأتها ووجدت اللغة الشعرية تغري قارئها ببساطة الشاعرة المتالقة (بتول الدليمي)وشفافيتها وعفويتها الى حد نقول فيها --الله=الله =عليك يابتول==هذا هو النثر =هذا هو الوجد= الذي يشعل بحر الكلمات وتنسكب كيمياؤه في لغة شديدة النقاء0000000
قراءة في نص المتألقة -الشاعرة
بتــــــــــــــــــــــــــــول الدليمــــــــــــــي
أياد النصيـــــــــــــــــــــــــــــــــــري =العراق
0 التعليقات:
إرسال تعليق