للشاعر الكبير محمّد الفيتوري
تحجُّ كلّ عام
هياكلٌ مُثْقَلَةٌ بالوَجدِ والهيامْ
تُقْرِئُكَ السَّلامْ
يا سيّدي
عليك أفضلُ السلامْ
منتصبٌ من قبة الضريح
حتى قبة السماء
على المهابة التي
تخفض دون قدركَ الجباهْ
راسمةً على مدار الأفق أفقاً عالياً
من الأكفِّ
يموجُ باسم الله:
ـ الحمد لك
والشكر لك
والمجد لك
والملك لك
يا واهب النعمة يا مليك كل مَن ملك
لبّيك لا شريك لك
لبيك لا شريك لك
يا سيدي عليك أفضل السَّلام
من أُمَّةٍ مُضَاعَهْ
خاسرة البضاعَهْ
تقذفها حضارة الخراب والظلام
إليكَ كلّ عام
لعلّها أن تجدَ الشّفاعَهْ
لشمسِها العمياء في الزحام
منذ ردمنا البحر بالسدود
وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود
متْنا..
وداستْ فوقنا ماشيةُ اليهود
يا سيدي
تعلمُ أنْ كان لنا مجدٌ وضَيّعناه
بَنَيْتَهُ أنت، وهَدَّمناه
واليوم ها نحن!
أجل يا سيدي
نرفلُ في سقطتنا العظيمهْ
كأننا شواهدٌ قديمهْ
تعيشُ عمرَها لكي
تُؤَرّخَ الهزيمهْ!!
لا جمرَ في عظامِنا ولا رمادْ
لا ثلجَ لاسوادْ
لا الكفرُ كلّه ولا العبادَهْ
الضعفُ والذّلّة عادَهْ
يا سيّدي
علّمتنا الحبّ
فعَلِّمنا تَمَرُّدَ الإرادهْ
ابكِ لنا
وادعُ لنا
فالعصرُ في داخِلنا جدار
إن لم نُهَدِّمْه
فلن يغسِلَنا النهارْ".
0 التعليقات:
إرسال تعليق