في نص (ضمات ثلاث)
للشاعرة (نجوى الدوزي خلف الله)
أياد النصيري-العراق-27-8-2017
**************************************
ينقلنا العنوان كعتبة للنص من المدار الخارجي الى المدار الداخلي للقصيدة ، وخصوصا أن الشاعرة تستخدم جملة كاملة على هيئة عنوان كي تقودنا الى قصيدتها ، ولو اعتمدت بعنوان ظاهري ، لجمد العنوان عندنا ، ولكن اعتمدت معان باطنية وهي تنسج عنونتها للقصيدة(ضمات ثلاث) جسدتهافي لوحات رسمت بإتقان واعطت لها دلالةالمعنى -(-الحب--الروح00اللذة ) وهي من الموجودات الروحية والحسية وتناغمت كسلم موسيقي
الشاعرة (نجوى الدوزي خلف الله) شاعرة تونسية لها حضورها المميز في المهرجانات والمنتديات في مدينتهاخاصة وفي أرجاء تونس عامة وصدر لها ديوان شعري (ثورتان--ثورة الحب--وثورة العرب) يتناغم صوتها في اللقاء بعذوبة تكتب بجرأة الأنثى العصرية تعبر عن روح المرأة وتطلعاتها
لأن لغة الشعر هي لغة حسية لا تصبح فيها الكلمات مجرد إشارات أو علامات، وإنما تصبح مجموعة من المثيرات الحسية، تثير في ذهن المتلقي صوراً وإحساسات تحرك انفعالاته ومشاعره
إنّ المدركات الحسيّة تصبّ عادة _ في معظمها _ تجاه حاسة البصر ، والذهنية التي يتحلّى بهما الشاعر ، وأهمية الحواس الأخرى لها دورها أيضا في إنتاج الصورة ومغازلة الحدث الواقع على الخيال لدى الشاعر ، وهذا مايمنح الطبيعة الحسيّة للصورة مساحة شمولية أكبر ، واقرب فأقرب الى روحية الفنّ الشعري
********
دسّني
بين لحمك وعظمك
أو في النّخاع ..
كي أعرّش في تلافيفك
كالكرم ..
فتتدلّي عناقيدك
من أهداب عينيّ ...
***********
بقدر ما تمتلك الشاعرة(نجوى ) من مقدرة جمالية على تخليق اللغة والارتقاء بها فنياً، يسمو في إبداعها الفني، ويتجاوز حيز السطح اللغوي إلى العمق الرؤيوي وجوهر الشعرية من الصميم. ومن أجل هذا، تتجاوز الشاعرة في إبداعها حاجات اللغة ومنطقها إلى حاجات النفس وروحانيتها. ومن خلال تركيب الجمل،وترتيبها، ترسم الشاعرة تجربتها الوجدانية التي تشرح دقائق نفسها وتفصيلاتها
تحاول هنا أن تتدرج في تثبيت معناها من خلال تحديد المساحات التي تراه مقاربة لدلالاتها و من خلال التركيب اللغوي البنيوي ، وهذا ما يخلق لديها تسلسل لغوي تصوري للمعنى الحسي الذي يكون الصورة البصرية المتصاعدة نحو المعنى الثابت داخلها ورموزها المختارة من رؤيتها ، والشاعرة هنا تهبط بمعناها لكي تتلقف المعنى ما خلف حركة الشيئية في المسميات
تحاول هنا أن تتدرج في تثبيت معناها من خلال تحديد المساحات التي تراه مقاربة لدلالاتها و من خلال التركيب اللغوي البنيوي ، وهذا ما يخلق لديها تسلسل لغوي تصوري للمعنى الحسي الذي يكون الصورة البصرية المتصاعدة نحو المعنى الثابت داخلها ورموزها المختارة من رؤيتها ، والشاعرة هنا تهبط بمعناها لكي تتلقف المعنى ما خلف حركة الشيئية في المسميات ولننظر إلى مفردات الشاعرة(نجوى الدوزي) التى نسجت بها قصيدتها على ضوء المقياس في نصها وكانت القصيدة ترسم لواعج اللهفة والشوق والحلم الوردي والحس الروحي وعذوبة الجمال والتمني فنعلم على الفور كيف انطبقت دلالات الألفاظ وإيحاءاتها العميقة على المعنى الغائر العميق:
**************
شُدّني إلى قلبك ..
بشرايينَ مَريَمِيّة
وامنحني زاوية صلاة
لأكون قدّيسة ..
فيصمت المسيح
على شفاهي..
***********************
وظفت الرمز والاستعارة في سيميائية اللغة ما أدى هذا إلى جعل المسافة ما بين الذات والمسميات مسافة تناظرية رؤيوية أعطت للنص أبعاد دلالية في تكوين البعد التأويلي ، فالنص هو المطابقة النسقية ما بين المعنى والرموز المقاربة للرموز الذات ،والذي يشكل البعد الدلالي هو هاجس الذات ، حين تبتدئ الذات المخاض بتكوين فكرة النص
المكان عاملا حاسما في كيفية سرد الفاعل الشعري المهيمن . بمعنى ما أن الزمكانية تشكل عاملية مستحوذة على
أفعال الذات و النفس و التمظهرات التكوينية في حدوثات فاعلية النص
أستطاعت أن تكون الجملة الوجدانية للرؤيا الداخلية والمنعكسة من الرموز المكانية ، لأنها أعطت الألتقاطية في ذهنية الفكرة ، وهذا ما أدى الى تمازج الذات مع رموز حضورها الإنساني اتجاه الأشياء وهنا حققت التطابق الكلي ما بين الظاهري و كامن النص بالأبعاد سوسيولوجية للمعاني المنبثقة من الفكرة التي على ضوئها بنت النص ، أي أنها خلخلت معنى الأشياء الخارجية لتعطيها رموزها الذاتية وتجعلها مستقرة داخل المعنى لرؤيتها ضمن لغة التي حققت لها بعد تأملي نحو الأشياء ومعناها في الحياةوهذاتطابق مع الضمة الثالثة في متن نصها- حيث التوهج اكثر وادق في اللهفة الروحية
***********************
خذني على صهوة نارك
و اجعلني رمادًا ..
و اذرُني في دروب ريحك
كي أتلاشى ..
ثمّ ابعثني
جذوةً تلهب جمرَكَ
في لحظة سرمَديّة
***********
أننا أمام شاعرة تعرف قيمة الكلمة التي هي في النهاية احتدام لعقل المخاطب (القارئ) وذائقته الجمالية ،لاكتشاف هذا العالم ومفاهيمه وإنعاش ذاكرته بعد أن طرأ عليها زمن لا تحسد عليه وهي لم تنتعش فهكذا شعرية، انقسمت بين همين..الأول هو (الذات) تؤثر في نفسها وعقلها وثقافتها ، الهم الآخر هو (إيصال) أو درجة الاقتراب من المتلقي ،ما بين طريقة الوصول إلى فنية الأداء ، وقابلية للاستيعاب..الشاعرة التونسية ( نجوى الدوزي خلف الله) في نصها هذا وبعض نصوصها الشعرية عاشقة مع سبق الإصرار يعيش مع نصوصها قلبها النابض عشقا لتؤكد من خلاله أنها عاشقة للحياة بقدر عشقها لكل من دبّ عليها وهو أملها في أن ترى العالم كله عشق--- اشد على يديها ولي قراءة اخرى في نصوصها القادمة00
أياد النصيري--العراق --27-8-2017



0 التعليقات:
إرسال تعليق