الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

نوال أحمد ألناصر***النموذج الفني والتدفق الوجداني قراءة نقدية لنص ((أنا عشتار))


النموذج الفني والتدفق الوجداني
قراءة نقدية لنص ((أنا عشتار))
للشاعرة سحر العلاء
نوال أحمد الناصر
**********************
كانت عشتار واحدة من اكثر الآلهة شعبية في بلاد ما بين النهرين، ولكن في وقتنا الحاضر لا يكاد يذكر اسمها تقريبا. إرث عشتار هو الأكثر وضوحا من خلال تأثيرها على النماذج الثقافية في وقت لاحق، وفي مساهمتها في تطور صورة آلهةالحب والحرب الأكثر شهرة
الشاعرة الواعدة سيدة الأكرمين (سحر العلاء) كتبت نص (أنا عشتار) وهي عارفة ودارسة لتلك الشخصية العميقة آلهة الحب والحرب والجمال حيث تظهر (سحر)المرأة العاشقة لآدم الرجل، تعشق كأنثى تهفو لصدر حبيب تأوي إليه روحها المشبعة بذرات الحب ، ولأنها تحب وجدت من يلومها ، فتحاول مراوغتهم لأنها لا تستطيع غير أن تحبه ( إتْخدتُ كلكامش خليلي عوضته فصول )
بنت نصها رهبة الظل الرؤيا من خلال ( جمال الفكرةالخاصة ) التي ترتكز على الأسس التالية : الفرح غير المجاني ، والتدفق العاطفي ، والشـعور بالقدرة على التجاوز ، والتوحّد بالآخر على الرغم من بعده ، وانتقال مفهوم الحب من الفرد إلى المجموع ، ويشارك في ذلك عناصر الطبيعةلقد أثبت النص أن الشكل الشعري مهما كان انتماؤه لايُعيق (الشعرية) ، ولايمكن أن يقف أمام المعاصرة أو التعبيره عنها فعلى الرغم من أن النص إعتمد شكل التفعيلة في وسطه وشكل النثر الواضح في بداية النص ، لكنها استطاعت أن تحوّل المفاهيم الجمالية إلى قيم جمالية مستغرقة في سياقاتها . صحيحٌ أن التعبير غلبَ التصوير في النص-لكن التدفق الوجداني استطاع أن يعوض عن ذلك ، وأن يحول الموقف الشعري من حالة ذاتية مجرّدة إلى حالة شعرية يمتزج فيها الخاص بالعام / الأنا بالموضوع ، ولابد للمتلقي من التعاطف معها ، بل أكثر من ذلك أن يُسقطها على حالته ؛ أعني أنه ليس بالضرورة أن أن تُحمل النمذجةُ ، ومن ثَمّ التعميم الفني على الصورة الفنية ذات المواصفات الخاصة ، وإنما أثبتت المجموعة أن التدفق الوجداني يمكن أن ينمذج الحالة الشعرية فيعممها
إلى جانب ما تقدّم بني النص الرؤيا على الاعتزاز بالماضي بعد مزجه بالنموذج المعاصر . ففي قوة عشتاروصوتها بالزمن الماضي تعانق الحاضر الجميل-بعشتار سحر العلاء بالماضي المشرق . ومما يعزّز هذه العلاقة المتألقة بين الحاضر والماضي تعميمُ حالة الحب لثناثية
- ظل كي يظل النص (أنا عشتار) مميز في شفافيته، وفي رؤاه، وفي تفرده. وقد استطاعت الشاعرة أن تعمم النموذج الفني ، فعبّرت عن جيلها ، وأعلنت أن الحب الذي يتجاوز الأنا إلى الآخر هو السبيل إلى التوازن ، والطريق إلى التجاوز والتخطي، وبه يبدأ العطاء . إنه نص ذات نكهة مميّزةكما تختار الشاعرة في إبداعها الشعري قالب القصيدة المنثورة والكتابة الغنائية البسيطة لتعبر عن تجربتها الشعرية الرومانسية التي تستوجب حرية العواطف وتسريع الانفعالات وتمرير الدفقات الشعورية بدون قيود الروي والقافية ، و التحرر من كل الشكليات الإيقاعية التي تتنافى مع انسياب المشاعر وانفجار حرقة العواطف واسترسال الأشواق والآهات.
وتخضع القصائد الشعرية للوحدة العنوانية الرومانسية المجردة، وتنصاع أيضا لقانون الوحدة الموضوعية والعضوية والشعورية، كما تنماز بالاتساق الانسجام والترابط الدلالي والتركيبي والنفسي.
وعلى مستوى الإيقاع الداخلي، تنبني في هذا النص على جمل شاعرية قصيرة خاطفة تساهم بشكل كبير في إثراء الموسيقا الداخلية، وشحن محتويات النص بالترانيم اللحنية التي تقوم بدور كبير في خلق هارمونيا إيقاعية جياشة زمنيا ومكانيا من خلال هيمنة السواد على البياض، والتحرر من سيميترية الفضاء التشكيلي التقليدي الذي نجده في القصيدة العمودية. فلننظر- إذا- في هذه القصيدة لنتبصر جيدا الهارمونيا الإيقاعية من خلال التركيز على مفردات النص وماآلت اليه الشاعرة سحر العلاء في رسم الكلمات
النص الشعري(أنا عشتار)
أنا عشتار.....
أنا آلهة الحب و الحرب
بيدي اغرق أمواجا،أرفع جبالا
أزرع ألف وردة بين نهود العذروات
أنا عشتار...
روحي فلتقرأ بتمعن يا أنسان
فمنهم من قال ماجنة أنا،
شيطانة ادعو للغواء
وآخرون قالوا ملاك مولود من رحم الجان
إتْخدتُ كلكامش خليلي عوضته فصول الحرمان
معذرة ان خدشت عباراتي رجولة صماء
فهذه أنا،بكل عزٌ وكبرياء التيجان
هذا قولي فأفقهوه معشر الإنس والجان
ومن لم تعجبه تصريحاتي فليرحل الى العراء من الآن
سادعو له عشية حتى يُسمع للفجر آذان..
هنا عشتار
****************
نوال أحمد الناصر -الأردن 12-9-2017

0 التعليقات:

إرسال تعليق