قاسم سهم الربيعي .
لا بد لنا أن نعرف أن هناك وجود ما ورابطة خفية بين الشاعر ولغته التي يستعملها في نظم الشعر وتلك رابطة يختص بها الأديب الناثر والشاعر الماهر هو الذي يبقي لغته الشعرية سر وجوده وخلوده.
وهنا بالذات كل ما يمكن أن يسمح بالقول عنه أن الكينونة الفاعلة في هذا المنجز السفلي الذي يدعو إلى السفر والسياحة في عوالم ما وراء الضوء. العوالم التي تجري فيها الأنهار المعتمة بالآهات
والحسرات والخسارات الهشة.
2_ والعدم ونتيجته .
والخوض في بلاغة المجاز القادم من كلاسيكية التأويل. وبلاغة الجدل الدلالي والتأويلي معاً.
نمط لا يخلوا من التأويل والدلالات اللا متناهية .
نص الشاعر الذي أراد أن يعبر وعبر ممرات هذا النص إلى عوالم وخصائص الاختلاف. ..وجهة نظر نص مغاير. .
يوجه الحس والإحساس الباطن للماهية اللافته للكلاسيكية الملونة بالشجن والألم الإنساني.
تلك الكلاسيكية التي تعالج جرح الواقع. ..
بمطهرات وأدوية اللغة .
وهي من العلاجات الأدبية التي تحاول التخفيف من الألم المستبد والغياب. .وجراحات الذكريات بواقع الواقع.
ويقدم الذهنيات المتشابكة عبر الضروريات الواهنة والخيبات التي تتسارع مثل ظل صبغ بالمأساوية الإنسانية الضائعة
ترجمة حقيقية الشعر اضناها القحط الطويل .
واليباس الذي كان عارفاً بذات اللهب .اللهب الذي لا دخان له .
نوارسه بشكل العودة. ..والرجوع الذي يحمل غنائية الحزن . الحزن الذي انكرته شواطئ الفرح.يعود بكل نوارسه التي اقسمت بتلك الاِشرعة والمرساة. هي ذاتها التي عانقت المأساة حد انفجار الاِفكار وتشظي الخلجات وتشذر الأضلع ما بين جهات الاِختزال. ..والترحال اللاهث صوب قيامة اليقظة. .. اليقظة التي تحاول الرجوع للحلم الذي يعاود الاِحتراق
لكن من دون جدوى الأمل.
أيْنعَ الخريفُ...
عادتِ النوارسُ مثقلةً
بشواظِ السنين..
أنكرتها الشطآن ُ…
طيورُ السنونو هجرت أعشاشها..
دون رجعة…
أشرعةٌ ممزقةٌ ..
مرساةٌ ضائعةٌ…
دوامةُ أمواجٍ تتقاذفني...
مكنوناتٌ قلقةٌ..
أفكارٌ مضطربةٌ..
رأسٌ لايستقرُ على شيءٍ..
خلجاتٌ تنفثُني في فضاءاتِ
العدمِ…
أهربُ مني ..إليَّ..
لامنجاةً…
ألوذُ بجلبابِ خيباتي..
علَّها تُسعفني ..
أتكيءُ على ظلي..
أتعلقُ بخيوط أوهامٍ
واهنةٍ…
أأضللتُ الطريقَ؟..
ام الطريقُ أضَّلني ؟…
خرائطُ شقوقِ أرضٍ
أضناها الظمأُ ..
رُسِمَتْ على ملامحي..
مشوبةٌ ببؤسِ القحطِ…
"وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله..." ١
يعزفُ لحنَ عُواءٍ ..
يختلجُ بين الأضلُعِ…
رياحُ البينِ تختزلُ
أفراحي…
تدكدكَ العمرُ مؤذناً بالرحيلِ..
لامناص ؟!…
١- شطر بيت من معلقة امريء القيس.
_______________________
الفرات الأوسط العراق
2017/8/22
0 التعليقات:
إرسال تعليق