(وحش البيدوفيليا قتل ثقتها)
الاعتراف الذي حُبس خلف خوف لسان حالِها لسنوات عجاف، كان قد تحرر حين راحتْ تضرب رجلاً في الأربعين من عمرهِ، وسيم المظهر، حسن الوجه يجلس في المقعد المُقابل لها في صالة انتظار الطبيبة النسائية، حين رأته يداعب ابنتهُ الجميلة تلك الشقراء ممتلئة القوام التي تسرُّ الناظر بجمال نضارة بشرتها المفعمة بالحيوية.
اختار أنْ يشغل وقت انتظارهِ لزوجتهِ الزائرة لتلك الطبيبة بملاعبة طفلتهِ على أمل أنْ يقتل ملل الانتظار بضحكات مدللتهِ.
فزع الأربعيني من هجومها المباغت، وراح يحجبُ عن صغيرته هول منظر هجوم الثلاثينية، وهو يحاول جاهداً أنْ يفهم سبب عدوانيتها لهُ، وهو الذي لم يبدر منه أي سوء تجاهها أو تجاه أي شخصٍ آخر.
وبعد أنْ تدخّلَ الحاضرون المنتظرون لأدوارهم، لمُختلف المقاصد في تلك العيادة المتعددة للاختصاصات الطبية؛ راحتْ تطلق نعوتها البذيئة واتهاماتها المُخجلة لكل سوي.
فهمتْ الطبيبة النفسية ما تعانيه هذه الخائفة، بعد أنْ جرّها فضولها نحو الضجة التي أحدثتها. وأطلقتْ تشخيصاً لحالتها بعد أنْ سمعتها تقول وبصوتٍ قد قُتل سلفاً مراراً وتكراراً:
- لا تمسك ابنتك هكذا أيُّها الجبان! لا تُجلسها في حجرك الخبيث. كُلكم تمثلون الأبوة بمكرٍ ودهاء، وتقتحمون عالمنا وكأنَّنا ملكٌ لكم. تهينون المبادئ وتقلبون الموازين، ثم تطبِّقونها علينا بحذافيرها، فقط لتبرير أمراضكم النفسية. إنَّ الذئاب تأكل الخراف الصغيرة في البيت الواحد.
ثم صرخت بصوت كاد يطرح حنجرتها خارجاً مخاطبةً أم الطفلة، التي خرجت مُندهشة من الموقف الذي خص زوجها دون غيرهِ، وهي تقول:
- يا غبية! انتبهي لخروفكِ الصغير، ولا تنظري لذئاب الشارع، فالذئبُ مالك بيتكِ.
حينها هزَّتْ الطبيبة رأسها مبتسمةً بوجع، وهي تقول:
- وحش البيدوفيليا قتل ثقتها.
٢٠١٧/٧/١٩




0 التعليقات:
إرسال تعليق