الثلاثاء، 9 فبراير 2016

الشاعر يوسف /// تركتُ التصابي والغوى دونَ شيباتي


تركتُ التصابي والغوى دونَ شيباتي
كطيرِ القطا لو خِيْفَ جهراً بغفلاتِ
وداعاً لِأيّامِ الصبا ليتها قيدٌ
فتلكَ القيود قد نمتْ عذبَ ساعاتي
لأشبعتُها جَرْياً بكلِّ أمانيها
ولكنما عمري ثوى عند لوعاتي
فقمْ يا هوى ندباً على عزِّ أيامي
فأطلالُ عمري صار يبغي دموعاتي
وكنتُ إذاما هاجني شوقُ أنغامي
تزر لمتي السوداءُ حباً لمرآتي
وأسعى إلى دهنٍ وطيبٍ بإطرابٍ
أغني كعصفورٍ لجمعِ حبيباتِ
وأرجُّ الثرى زاهٍ وما بي خوارٌ
فأنمي لدى خمصي زهوراً بهيجاتِ
لقد كانتِ النسماتُ تغفو على شَعري
كتقبيلِ وردٍ من ثغورٍ عشيقاتِ
وأحلو صباحاتي ترنماً بأنغامي
ومني بدورِ الليلِ تناغي فضاءاتي
وكان الهوى بي عنفواناً يناغيني
فأغدو به جذلانَ أسهو عذاباتي
فما مرني طيفٌ على ضغثِه قطُ
وما من طيوفٍ غيرُ سعدِ مناماتي
ولّما دنتْ مني الأمانيُ بنعماءِ
سعى بي ونىً في عظامي بوخزاتِ
فواحسرتاهُ كيف انقضت من تصابيها
وكيف الجوى عادى شبابي بآهاتي ؟
فدعْ عنك أحلامَ المنى إنّها طيفٌ
سنونُ الحياةِ تجري في لحيظاتِ
أساطيرُها الدنيا ستزهو بنا عمداً
حذار فما عيشٌ سيشفي جراحاتِ
فخذْ من صبا الأيّامِ ذخراً لكبرٍ
وكنْ ذكرياتٍ عذبةً أو حكاياتِ
هو العمرُ حلمٌ عابرٌ في أمانينا
وذي المنايا دولةٌ أمرُها آتِ

0 التعليقات:

إرسال تعليق