زكية المرموق المقارنة الذاتية في تكوين الفكرة البلاغية
قراءة اولية في نص(البحث بي عنك)
أياد النصيري
000000000000000000
اديبة وشاعرة مغربية حاصلة على شهادة ماستر اداب فرنسي-استاذة بالثانوي--تكتب قصيدة الشعر والنثر والومضات الشعرية--إن التجربة الشعرية في أساسها تجربة لغة ، فالشعر هو الاستخدام الفني للطاقات الحسية والعقلية والنفسية والصوتية للغة . ولغة الشعر هي الوجود الشعري الذي يحقق في اللغة انفعالاً وصوتاً موسيقياً وفكراً ، وهي مكوّنات القصيدة الشعرية ؛ من خيال ، وصور موسيقية ، ومواقف إنسانية بشرية .نتيجة لمتابعتي لما تقدمه الشاعرة المبدعة ،(زكية المرموق) وجدتها قد انتقلت نقلة نوعية في فن كتابة القصيدة المنثورة .وقد أثبتت أنها شاعرة مثابرة تعمل على تطوير شعرها وأدواتها .إنها تشق طريقها نحو الإبداع بشكل متبصر بحيث أصبحت تخطط لكتابة النص وتترك العنان-أثناء الكتابة- لخيالها الخصب وثقافتها الغنية وتجربتها الشاملة .. لتنتج لنا نصوصاً مبهرة في بنائها وموضوعها وأدواتها وصورها الشعرية الملونة والمتداخلة بشكل معقد بحيث تنتج في النهاية صوراً شعريةً مركبةً بشكلٍ فني إبداعي .
وأثناء قراءة النص تشدنا الشاعرة إلى ظاهرة الصور المتتالية المرتبطة بالزمان والمكان والحدث والمَشاهد .وإن تتالي الصور عندها وبشكل فني مركز يسيطر على المتلقي ، ويغريه بقراءة المزيد من الصور . وكأن صور (المرموق) عبارة عن متتالية حسابية لها قانون رياضي يحكمها .
وفي هذه القراءة الاولية السريعة، سأتعرض لعينةٍ من قصائدها الأخيرة .
سنغوض في احدى نصوصها(البحث بي عنك) ونصها المتكون من (113)كلمة كررت(3) مرات كلمة--(عندما) وكذلك كلمة(دعني)(5) مرات واستهلت النص بفعل ماضي--كَانَ : فِعْلُ مَاضٍ نَاقِصٌ ، تَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَيُسَمَّى اسْمَهَا وَتَنْصِبُ الخَبَرَ وَيُسَمَّى خَبَرَهَاواخذتنا الى ذلك النهر الجاري العميق وهو يبحث عن منبعه---مارا على جمال الطبيعة وهنا تتوالى الصور في نص المبدعة--(زكية المرموق)ولنرى--
كان النهر يبحث عن قدميه
كي يأتي إلي بالفراشات
فلا يموت الورد على الخد0
ما بال هذه السماء تغري الحجل بالرحيل؟
من هنا مرت قوافل السحاب
تاركة حنجرتي تغني زمن الوصل
واللغة تمشي في طوابير الصمت0
من يقول للنحل أن يعود إلى حلمي
من يقنع البطارق ألا تخاف سمك القرش
أن تركب الريح
وتنسى وعود البحر؟
لي أن أسير على الماء
عندما يحرقني الظلام
لي أن أصير سمكة
عندما تصبح موجا
وتغيب عني محارتك
لي أن أمسح ذاكرتي
عندما تتلاشى صورتك على شفاه المسافة
ويموء الغياب على جفوني
كالقطط البرية
لي أن أبحث عنك في جراري المخفية
أمتلئ بك حد الانتفاء
كلما أفرغتني منك المواسم
ونزفتني ا لأحلام
خزامى
أو صبارا على الطريق000
دعني000
دعني أتحول رشفة
رعشة
ريحا
مطرا
وأعيد تاريخ الفصول0
دعني000
دعني أجهش بك
أجهش بغدي
حبيبي
دعني للتمويه القادم
حين يتوارى000
. الشاعرة استطاعت أن تصل إلى مغزى عن طريق دلالات التي يتم عن طريقها تحقيق المنهج السيميائي بعد أن كشفت وظائف رمزية في النص وتعلن عنها من خلال مكونات دلالية مكتنزة الثراء والمعنى حيث أنها بقدر ما خلقت نص علني بقيت محتفظة بأنزياحات تخيليه من خلال دلالة اليد والمدلول عليه بعد من تحب وهي بهذا حققت ازدواج دلالي من خلال تحريك اللغة في تحويل الحدث الشعري من قول إلى قول وفق نسق إدراكي تسقط عليه انفعالاتها وتشكل من هذه الانفعالات نص شعري محتدم بالرمز والإشارات اللغوية ضمن مخيلتها الشعرية وعواطفها والشاعرة خلقت نص يؤثر في المتلقي بشكل كبير.
لهذا تكون اللغة لديها بعد إنساني قادر على صناعة جمالية الفكرة التي توضح الأشتراط الإنساني الذي يعيش في وسط قد لا يتطابق كليا مع داخلها الحسي المتركب من صياغة أو أعادة صياغته المرئيات بكل حضورها الوجودي , كي تستوعب لكل الدلالات الإنسانية التي تعطي الى الإنسان الأختيار الأكثر حرية في العيش وفق نسق أختياري الذي يدرك الجمال وفعله في الحياة لأنها في كل نصوصها لاتلقي افعالها الأخرى التي تريد بل هي من يفعلها ويجيب عليها وفق ردة فعلها وقربها من فعلها التداركي الصوري في جمالية الحياة .
والشاعرة جعلت من النص - صوتها المعبر عن ما في داخلها من خلال مناشدة الأخر فهي تريد أن تحدد الحياة الداخلية لديها ضمن أطار حواري مع الموضوع الأخر من خلال الرموز المتخيلة مع ذاتها والتي تتوهج عند حالة الحدس التصاعدي في أنفعالية الفكرة التي تحدد أشتراط الرؤيا كصوت لساني يزيد من الصورة المضاءة في داخلها كفعل أنعكاسي لكل حالات الجمال الذي تبثها بموسقة اللغة التي تقارب أنفعالها الحسي الوجداني لكي تكشف الأشياء والمرئيات مقدار تقاربها من وجودها الإنساني الذي يسعى لتأطير الحياة كرمز متخيل ينضج الجمال من خلال البؤرة المتحركة ضمن النص , حيث نلاحظ أن اللغة لدى الشاعرة (زكية) ما هي إلا حالة التعبير المتقارب كليا مع الدلالات الرؤيوية التي تعطي لفكرة النص بعد جمالي لغوي صوتي يتجاذب مع المعنى الداخلي عندها ان التجربة الشعرية في أساسها تجربة لغة ، فالشعر هو الاستخدام الفني للطاقات الحسية والعقلية والنفسية والصوتية للغة . .وبهذا تمتلك (المرموق) قاموس لغوي جميل تختزن المفردات وتعرف كيف تصوغها وتضعها لترسم لنا لوحاتها وموضوعاتها الذاتية والواقعية بلا تكرار او تزويق--اشد على يدها واقرا لها نصا جديدا بتالق* **+
اياد النصيريooooooi
قراءة نقدية في نص البحث
البحث بي عنك. الشاعرة زكية المرموق


0 التعليقات:
إرسال تعليق