
ابتهال المسعودي--- المعنى -والصورة الشعرية-
في نص-تلك الحكاية سردية --شعرية
اياد النصيري-
0000000000000000000تطل علينا الشاعرة ابتهال المسعودي هذه المرة -بنص نثري جميل-يستحسن التمعن به وقراءة معانيه بشكل مباشر--تبدء الشاعرة نصها -هذا بكلمة غبية--اسم-ومعناها الدفعة الشديدة من المطر-وتعطي معنى اخر- الغباء في مفهمونا التعبيري لتبحث عن مايدور في خلدها عن قضية لانعرف مامصدرها-- وهي موجودة في عالمها--قضية ازلية -عبر هواجسها الذاتية-لتسرد حكايتها--حيث يتجلى السرد التعبيري- -بعناصر كتابية نصية اساسية اهمها السرد الظاهري و الرمزية و الايحاء و ممانعة للسرد ببوح شعري ، و بالشعرية الناتجة من ذلك . تقنيات السرد في النص كما في غيره واضحة ، فكأن النص يريد الحكاية و سرد حادثة ، و تبرز الشخصيات و الحدث النصي ، الا انها في النـــــــــهاية تتجه نحو بوح شــــعري فلا قصد ســــردي و قصـــصي هنا و انما تعبير عميق و شـــــاعرية هي غاية الكــــــتابة برمزية و ايحاءات و بوح شعري . وعلى هذا النسق و بهذه الاسلوبية تسير الحكاية بهذا النص ---
ان النص الجميل لابد ان يكون حداثيا ، ويستدعي الماما كبيرا بصياغة افعاله وبناه ، وقصيدة النثر خصوصا تؤكد حقيقة مفادها : انها حتى في مباشرتها غيرالمحببة هي غيرها عن الاجناس الادبية الاخرى ، والاشارة هنا لا اعني بها الى ضرورة تكريس التكثيف التصويري ، انما الى المعنى المحتشد الزاخر بالدلالات التي تستهدفها وتهدف اليها
لغة الشاعرة--00 ابتهال المسعودي--00 تتميز بالدلالات المتغيرة (غير ثابته) لوصف الصورة التي تتشابك في ذهنها وخيالها ؛ وتعصف لنا صورا شعرية متحركة ..لان الصورة الشعرية و بحجم الشاعرية التي تحملها تكون جوهراً للشعر, كما هي روح القصيدة التي تمتد من اول عتبة الى اخرعتبة لتثبت للقارئ الصلة بين الواقع والتأثير المهم جداً , لذلك تأتي الصور قوية ! كل مفردة لها خصوصية في حواس القارئ وشعوره ؛لأن فن الصورة مرتبط بمفهوم الفن لدى الشاعرة00 المسعودي00 نجحت الشاعرة في توظيف عناصر المكان بكل دلالاتها السلبية ، في رسم مشهد بصري يعايشه المتلقي وكأنه شريط سينمائي بالصوت والصورة ، يمر أمامه ليتمثل الحدث بكل أبعاده المأساوية فلم تتوقف عند هذه الحالة وإنما أسبغت عليه تفاصيل دقيقة وأنها هي التي شوقتنا لمعايشة الحدث- ، ومن هذه العناصر الحسية ( الدمية -والسندباد--والظفيرة السوداء-، ، ...... كلها تغذي الصورة البصرية -وتلك الرموز التي اشارت اليها--
حلاوة ايام ندية00استحالة نكوص00 نجمة شاهقة00-
والتاثير هذا واضح في صناعة الادوات واللغة التي تعتمد على حرفنة واضحة في طريقة الكتابة عبر فعاليات ذهنية وروحية تتطور مع تطور الحدث الدرامي في النص الواحد صور بها مؤهلات متفاعلة حتى تبلغ مستوى الذروة في الصورة الشعرية
. حيث جمعت الشاعرة بين لقطات عدة من خلال توليفه لبعض المفردات التي تنتمي لحقول دلالية متقاربة توحي بمدي أثر الصورة الشعرية في تكوين النص الشعري الحداثي ، فقد مزجت الشاعرة بين بلاغتين ؛ بلاغة المشهد ، مع بلاغة الاستعارات المتعددة التي حفل بها النص . ومن هذه الاستعارات ( عند ساحات الجنون--حلاوة ايام ندية--بعض اطفال يحومون حول قصة ) هذه التراكيب الاستعارية كلها تجعل النص محملاً بكم كبير من الصور التي تشكل بدورها صورة كلية منتجة للدلالة النصية --
ولضرورة فنية الشعر في إبتكار الجديد تتحايل الشاعرة على معنى القصد بقصد الإخفاء لتستثمر ذهنية القاريء في اجتراح آفاق شعرية جديدة تجعله حيالها في أقصى ذروة الإستعمال القرائي ، كي يقف عند هذه الممارسة ويقر تماما.. بأن00للمسعودي00 ماليس لغيرها في أسرار مملكتها الشعرية ..؟
يتكون العالم الشعري 00لابتهال00 من مدركات نصوص تعدد في أشتغالاتها ولكنها تنطلق من نقطة واحدة هو الشعور المتأمل لعالم الضوء الذي تراه ( بعين القصيدة ) وهو عالم تتعد مراميه وحاجاته ولكنه ينتهي عند ضفاف واحده هو قراءة هذا الوجود بشيْ اقرب إلى التصوف ،
. واذا كانت قصائدها تبتعد عن المغامرة اللغوية الشكلية، وتحافظ على توازن لغوي يكشف عن حذر اصيل في التعامل مع المفردة، الا ان بعض الصياغات الشعرية اخفقت في وعي اهمية “الضرورة الفنية”، التي تتلخص بضرورة عدم الاكتفاء بالانسياق الكلي خلف الاندياح الشعري وانفتاح المخيلة على الفكرة والصورة الشعرية، مما تسببت في بعض الترهل اللغوي وبالتالي الاخلال بالبنية الشعرية .كما--نقرا،---تكاد تكون--المر
---ولقيا غيبية-----شمع دان فضي--
.. فالضرورة الفنية هي الضبط الواعي لرصانة العمل الادبي والفني،
عندما نصل إلى الشعر نجد هذه المبدعة وقد أبرمت معه عقد وئام لارجعة فيه ، لأن بوصلة الرؤية انتهت عندها إلى رأي حاسم مفاده : إن الشعر حال تستغرق في براءة كل شيء ليكون تعبيرا عن الدفء و الصدق، و تجسيدا لما ينبثق تلبية لمتطلبات كثيرة داخل الكيان الإنساني ، لكي تلد القصيدة من بؤبؤ المشاعر و ترتدي ألقها من معزف الوجد الساحر لنسيج الموسيقي هنا ليس اعتباطيًّا، بل هو فعلٌ قَصدي، إنَّه حِيكَ بحِرفيَّة متقنة، حيث صورت لنا الشاعرة ابتهال من خلاله حالتَها ومعاناتها، تنقل أحداثَ اعماقها بكاميرا الكلمات إلى سطح الواقع؛ لتكون صورة مجسدة، عنوانها: "الغضب الساطع آتٍ".. والسياق الشعوري السريع، وكثافة الشحنات العاطفية، والتوتُّر الدرامي: يصعِّد من إيقاع القصيدة.كن فجأة يَخبو الثوران؛ فبعد الحركة الإيقاعيَّة التصاعديَّة، ها هي الآن تنازليَّة، يعود الإيقاع إلى الهدوء؛ ممَّا يؤثِّر في نفسيَّة الشاعر والمتلقي معًا، فينقلنا من مسرح السوح والثوران إلى السماء الفسيحة؛ يرسم من سحبها لوحةً شعريَّة تهمي إبداعًا وروعة--ولكي نستذوق تلك الكلمات نقرا النص 0000
تلكَ الحكاية......سرديه شعرية
......................
غبية ...
تبحثُ عن قضية ...
والقضيةُ ....
أزلية ...
مفازاتٌ..
عند َرؤيا جلية....
مَنْ ...
يجعلُ للحرفِ
هوية...
الرتابةُ ...
أم بعضُ الرزايا
والبقايا ...
عند ساحاتِ الجنون ...
عندَ النوايا ...
أم عندَ إختلالِ
الوزن ...
وهفوة ٍ......
تكادُ تكون ...المُرّْ
كُلَ ساعاتٍ..
كنتَ تبحثُ فيها عنْ
لحظةٍ.... أقصَيتَ
داخلها.....
حلاوةَ أيام ٍ ندية
ما ادراك ....!!!
لعلها....
أستحالةُ النكوص!!!!
ولقيا ... غيبية
ما أدراك ....!!!!
رحلة المدى
شمعُ دانٍ فضي.....
ونجمةٌ شاهقة ٌ
وسرمديٌ ....
القٌ....
وانتهاءُ النهار .
عند تلك الحكاية
"
ً"
"
...وبعض اطفالٍ
يحومونَ حول قصةٍ
تحكى منذ ُ آلاف الحكايا..
والنهاياتُ....
لما تزل اشرعةُ السندباد...
وبعض ظفيرةٍ سوداء ...
تمتدُ في الحقول ...
وشمسٌ غابت
عند طفلةٍ عمياءْ
لاتمتدُ اصابِعها
لدميتِها القصية..
..............
قراءة نقدية لنص الشاعرة ابتهال المسعودي
اياد النصيري--نهاية عام 2015
0 التعليقات:
إرسال تعليق