_ _ _ _ _ _
اكتملت دقائق ذلك اليوم فاسدل الستارة وجهز اشياءه للرحيل ، انزلق الليل مندسا بين الأشعة الخائفة من وجع المغادرة ، أغصان الشجر تتعانق لشدة البرد علها تشعر بشيء من الدفئ، الكلب يعلن استنفاره اليومي على مشارف البيت البعيد ، نسمات باردة تنتشر ، تواكب الأخوة والأصدقاء لقضاء السهرة الشتوية الطويلة ، أبريق الشاي الكبير ينتظر بشوق ولهفة مكتنزا دفئا مختلفاً ، تتعالى الضحكات ، دوائر تتشكل حول المدفأة ، أوراق الشدة تتطاير ، الصراخ يعلو وينخفض ، خسر هذا الفريق ، ربح ذاك ، الساعة تمضي غير آبهة بما يدور حولها ، يتلاقى العقربان في عشق روحي ، يبدأ اللفيف بالرحيل ، أهل البيت يستعدون لدخول مضاجعهم ، ضجة وصخب في الخارج ، ثلة مارقة تتجمهر كذئاب أمام الباب الحديدي الخائف ، لحظات حرجة ، ينحني الباب هلعا ، دقائق عصيبة تمر متثاقلة كسلحفاة مريضة ، الأطفال ينزون رعبا ، الطفلة الصغيرة تتشبث بحلباب أبيها ، الكل ينظر وكأنه في حلم مستيقظ ، الثلة المارقة تحمل أشياء وأشياء ، تهديد ووعيد ، يفتح الباب للمرة الثانية خلال دقائق ، يغادر الضيف الثقيل جداً ، الأطفال يركضون صوب الأب المرهق ، بكاء ودموع باردة بين كتل اللحم ، يتنامى إلى المسامع صوت ( الله أكبر )...
____________
وليد.ع.العايش
14 / 10 / 2015م
0 التعليقات:
إرسال تعليق