قَدْ يا هوى أفطمتني همسا
غادرتني صمتاً نعى نَفْسا
أنعى وِداداً جرحـه نزْفٌ
أهديتُه روحي بغتْ رمسا
مُجْمرٌ فؤادي نياطُه نارٌ
في ظلمةٍ خذْهُ سناً قبسا
مهلاً ولا تمْسسْ له ذِكْراً
أوجاعـُه تكفي بما حسّا
مِنْ إلْتياعٍ بالوجيبِ نزعٌ
كلُّ طبيبٍ ملّهُ جسّا
إلّا حبيباً وَدَّهُ غِباً
غداً تمنّاهُ ثوى أمسا
أين الحبيبُ والمنى أين ؟
أقْبلْ ظنوني كفُّها حبْسا
إِنْ جئتَها خافتْ على ظغْثٍ
يا أيها البسُّ متى بَسْا
أضميتني يا صنوَ أحلامي
هل من سقاءٍ جسّني لَمْسا
برْدٌ غزاني بالنوى فرداً
أسْطعْ سناكَ فيَّ والشمسا
ذيّاكَ طهْرٌ حبُّنا عفّاً
أسْبرْ ستلقى غورَهُ قدْسا
حبّذا الحبيبُ في وغى الودِّ
يرمي بلا سهمٍ ولا قوسا
يرمي لحاظاً ليس من واقٍ
يردي صريعاً بالهوى خلسا
دنيا الهوى يا غرُّ لا تدْنُ
همّاً تدسُ بالمنى دسّا
إِنْ كنتَ ذَا قلبٍ على ضعْفٍ
قُلْ يا هوى عمري رمى مرسى
ما لي لسانٌ يلهجُ همّاً
نطقي بآلامٍ ثوى خرْسا
الشاعر / يوسف الدلفي
0 التعليقات:
إرسال تعليق