السبت، 25 أبريل 2015

عن قصةٍ للمصطفى


أروي لكم عن قصةٍ للمصطفى 
إذ قام يوما للجهاد منظماً..
رصف الصفوف كما الصلاةُ تصفهم 
فكأنهم بنيان سد أحكما..
وتجول المختار بين صفوفهم
فإذا بشخص بينهم متقدما..
قد غير الصفَ القويم خروجُه
نظر الرسول إليه ثم تبسما..
وبعود غصن للصفوف أعاده
واعاد للصف القويم تقوما ..
قال الفتى في رقةٍ وتمسكنٍ
يشكو إلى المختار منه تألما َ..
آلمتني بالعود يا خير الورى
فاستغرب الجمع الغفير وهمهما..
ما ظنكم ماذا يكون جوابه ؟!
هذا رسولٌ حاز خلقا معظما..
فتأملوا في قائد ومجندٍ
قد أزهر الاسلام عدلا فيهما..
هذا محمد كاشفاً عن بطنه
تفديه روحي مرسلا ومعلماً..
يعطيه ذاك العود دون تردد
ويقول خذ مني القصاص مسلماً..
وإذا به في لهفة وتشوق
وكأنه يروي الفؤاد من الظما ..
يشدو سواد كي يضم حبيبه
لم يستطع من شوقه أن يحجما..
ويعانق البطن الشريف بوجهه
متبركا متمرغا كي يغنما ..
يا سعده قد نال حظا وافرا
أصبو إلى ما قال حين تكلما..
يا سيدي إني خرجت مجاهدا
وعدونا جيش يسير عرمرما..
لا علم لي إن كنت أمسي بينكم
حيا لعلي أو قتيلا ربما..
فإذا قتلت فلست أدري موئلي
في جنة أم في سعير أضرما ..
لكن جلدي مس جلدك علني
أمضي وجلدي عن جهنم حرما..
صلى عليك الله يا خير الورى..
قد صار حبك في شراييني دما..

0 التعليقات:

إرسال تعليق