الجزء الثالث ... .......
الكاتبة والشاعرة سهاد عمري او اسمها الحقيقي( سعاد) كانت خير صحبة لنا في رحلتنا الجميلة الى تونس حيث تقف اقزام كلماتي خجلى امام هذا الملاك الطاهر المتجلي بصورة انسان فمن اين ابدأ والى اين انتهي فجميع الحروف اصابها الذهول لما تحمله بين طياتها من معان ...فتارة اجدُ هذه المرأة جبل صلد امام مصاعب الحياة وتارة اجدها أمٌ حنون وأنثى ندية يكاد الخجل والحياء يصحبها بهالة من نور ليزيدها رونقا وبهاءا ..هي بحق المرأة الاولى في تونس تستحق ان يُشار اليها بالبنان .....
أتصلت بي الست سعاد وذلك بعد ان اخبرها الاستاذ مهدي سهم الربيعي بتواجدنا في تونس فلبت نداء روحها ووطنيتها وواجبها الانساني بالالتفاف حولنا كالفراشة الحالمة فلم تبرح الا ان اصبحنا في بيتها فأستقبلتنا هي وزوجها السيد الكريم النبيل وكانت قد أعدت لنا طعام العشاء وهو اكلة تونسية شعبية اسمها (كسكسي بالعلوش ) مطبوخة بالسمن البلدي فلقد كان طعمها مذهل هنا اكتشفت انها طباخة ماهرة ايضا استضافتني في دارها الجميل جدا فتجولت فيه وهو عبارة عن تحفة فنية مزجت فيه بين الموروث الشعبي التونس والديكورات الحديثة بحيث ان كل جزء فيه يقول أن هناك أمرأة نادرة وضعت اناملها هنا لتجعل مني رمزا من رموز تونس ومحط انظار ضيوفها ....
كذلك من اسرار هذه المراة التونسية انها تملك في الطابق الاسفل من بيتها مشغلا لعمل الوشم (التاتو) بالحناء التونسية المشهورة ولقد نقشت لي وشما من الحناء في يدي وقدمي ذهلت لجماله .....وفي الطابق الثاني كانت تسكن مع عائلتها وفي الطابق الثالث هو مكان للضيوف وابرز ماجلب انتباهي مكتبتها الزاخرة والجميلة وترتيبها فلقد اهدتنا مجموعتها الشعرية وهي عبارة عن همسات تخطف القلوب وتجعلك تسحر مع كل حرف من حروفها وفي الصباح كانت قد اعدت لنا فطورا تونسيا شعبيا ثم اصطحبتنا بجولة في تونس في سوسة بالتحديد وزرنا مقبرة الرئيس الراحل ( ابو رقيبة ) كذلك تجولنا على البحر والاسواق الشعبية ولم تفارقنا بتاتا وختام رحلتنا معها هوعشاء من المشويات السمك واللحوم الطازجة أُعدت بطريقة لذيذة جدا ....لقد تركت هذه المرأة انطباعا زاهرا وشامخا واصيلا عن المراة التونسية المثابرة والعاملة والشاعرة والكاتبة .....
احببت ان اختم كلامي بأجمل كلام الشكر والتبجيل لارق واطيب واكرم وانبل انسانة صادفتها في حياتي الى الست سهاد عمري واقول لها يحق لتونس ان تفخر بكِ ويحق لي ان افخر بكِ لانكِ صديقتي ....