الثلاثاء، 16 مايو 2017

أياد حسين جاسم النصيري*** إزدهار فارس الصعوب (جمالية التنويع والتعددية


أياد حسين جاسم النصيري

إزدهار فارس الصعوب (جمالية التنويع والتعددية 

إزدهار فارس الصعوب (جمالية التنويع والتعددية
الأسلوبية في لوحاتهاالتشكلية)
أياد النصيري
******************************************
 حين تصبح الخواطر منجزا فنيا تتبعثر الكلمات وتتحد مع اللون لتكبر الفكرة وتتشكل اللوحة ويتعمق التعبير الإنساني هكذا تبدأ الفنانة التشكيلية الأردنية إزدهار فارس الصعوب بناء ذاتها بتجديد رؤاها حيث تحمّلها الكثير من الأحاسيس والانفعالات في تداخلات المعاني مع الدلالات البصرية عميقة الطرح والبحث والمقصد والتوجيه، فقد استطاعت أن تحفر بأناملها بصمة مميزة في عالم التعبير الفني بوطنها بكل تجليات واقعه، فتمكنت رغم كل ذلك الواقع من أن تنتشر عربيا بأفكارها التي تخزنها داخلها لتعالجها وتفجرها في معان ومفاهيم جمالية تقدمها انتصارا لذاتها وللإنسان والإنسانية تطرحها من عدة زوايا لتصل إلى منافذ أوسع خارج إطار الحواجز وجدار الفصل
 هذه التعددية الاسلوبية في أعمالها، دليل حيوية تجربتها التي تسعى جاهدة وبجسارة، الى المواءمة بين المعطيات التراثية المحلية ومفرداتها، والصيغ الاسلوبية المعاصرة القائمة على الاختزال والتلخيص لونا وخطا وعناصر.
 أما العين فهي واردة بشدة في لوحاتها لأنها أداة الرصد للفنان وعين الفنان ترى وتفهم وتتكلم من خلال الريشة والألوان وتعبر عن الأفكار أيضا وكل عين لها قدراتها المختلفة في الرؤية حسب ثقافة الفنان ومدى حساسيته فالفنان نفسه يعتبر عين المجتمع يرى ما يراه الناس من خير وشر وظلم وبؤس غير أن الفنان يحمل الفكرة ليقول رسما ما أرادوه، العين تعبر دون كذب ودون تصنع عما بداخلها وتكشف أسرار النفس بصدق وصراحة كما ظهرت أعمالها في معرضها الشخصي الأول كذاك جائزة كأفضل رسامة وحصلت الجائزة الاولى في عام2014 على صعيد المملكة الاردنية أن الحالة التعبيرية الصحية والسليمة، تتلبس الفنان، فيحاول رميها فوق بياض اللوحة، بلغة فنية تشكيلية معاصرة، لكن بأكثر من صيغة وأسلوب. فالواقعية لديها، تختزل الى مساحات لونية عفوية، فيها الكثير من الانفعالية والتلقائية تزاوجها بتطاريز هندسية، توشي بها عناصر اللوحة وأرضيتها، أو تقوم بتبسيط هذه العناصر لتتحول الى مساحات ورموز وزخارف، تجمعها تكوين متماسك ومدروس، عالجتها الفنانة (إزدهار فارس) بروحية فن التشكيلي وخصائصه حيث تحمل حلم تحرير العالم من بشاعته وفكرة تعديل الأمور لذلك فإنها تطرح الواقع بطريقتها الخاصة التي أرادت من خلالها أن تستفز المتلقي، فقد جربت العمل بالألوان المائية وهي أكثر أسلوب يستهويها لأنها تشعر أنها مع الماء والألوان تستطيع أن تتغلغل و تتذوق ما تصنعه بيديها و تستشعره بكل انسيابية وحب وتفاعل وشعور وإحساس كامل لتأكيد خصوصية محلية في لوحاتها من استعارة المفردات الزخرفية الهندسية العربية الاسلامية واعادة استخدامها، بشكل جديد، فوق وحول عناصر مأخوذة هي الاخرى، من البيئة حولها، كالابواب الخشبية العتيقة، وشجر النخيل، والاحصنة، والسيوف، والنوافذ، والمآذن
 واستطاعت الفنانة المبدعة والتي لديها محبيها وجمهورها الواسع من مستذوقي الفن وخصوصا في مدينتها ((الكرك)) أن تظهرجماليات التنوع من خلال المساحة والفراغ، وجماليات التباين والتناغم في الخطوط والمساحات والألوان, كما تتميز أعمالها بغياب الظلال الذي تميزت به الفنون الحديثة حيث نجد التسطيح في أعمالها والبساطة في التكوين والجرأة في استخدام الألوان الصافية الحارة القوية والتي يخشى استخدامها كثير من الفنانين باعتبارها ألوانا ملفتة للانتباه فتستخرج كل جمالياتها وتنثرها على كافة العمل. فهي تقدم من خلال أغلب لوحتها رؤية تشكيلية مميزة بقدر ما يميزها من بساطة بقدر ما فيها من أفكار وقراءات. والفنان له طابع تجريدي بحيث لا ينقل من الطبيعة نقلا مباشرا بل يعمد في هدوء إلى عملية التذكر والاسترجاع لعناصر ورموز طبيعته ومجتمعه المحافظ لقيمه الدينية الذي عاش فيه, لقد قدّمت (إزدهار الصعوب) في هذه اللوحات وخصوصا لوحاتها المنتشرة عبر جداريات مدينة (الكرك)عملا تجريديا محكما يحمل هم الإنسان وطبعه وأسلوب حياته.
أياد النصيري--العراق--2017-5--15

Afficher plus de réactions

0 التعليقات:

إرسال تعليق