
((إحسان شرقي)) الجزء الأول
أياد حسين النصيري
0000000000000000000000000000000000
الصورة والتكثيف والأيقاع
بشكل فلسفي تطرح ( إحسان )قضية الحب التي تختلف من شاعر لآخر فتقرنها بتحولات الورود من الولادة
للموت عبر ومضة شعرية ارتكزت فيها على الرمز والمعادل الموضوعي للسرد التعبيري في القصيدة فقالت في نص((لوحة انتظاري))
لوحة انتظاري
شغب الألوان
تتعدد المرايا
تشابه الاوجه
تلك عيون شاردة
وانفاس متعالية
تتضبب المرايا
تختنق النظرات
ازدحام في الممشى
وعوائق في الطرقات
ارمي يدي لاعرف المسالك
تسقط بوجه شريد
تتفحصه بامعان
ربما هو وجه الصباح000000
تعتمد الأديبة (احسان شرقي) في اكثر من نص من نصوصها المكثفة الشعرية والنثرية والخواطر الادبيةعلى الرمز والاستعارة لطرح رؤاها الفلسفية ومكنوناتها الداخلية مضيفة إليها ما هو في خيالها من سعة أفق احتوى كثيراً مما رأته وقرأته في حياتها
وفي نصها الذي جاء بعنوان ( جاد جواد) ترى (إحسان) أن الحياة نضال وكفاح يتوجب على الإنسان أن يخوضه حتى يعود الجمال والبهاء إلى الكون برمته مكونة تشكيلها البنيوي بألفاظ إنتقتها من حياة الإنسان العادية مما يعيشه ويصادفه
جاد جوّاد بصهيل
أربك الكيان
بزغ فارس يشع من وجهه نور الشمس
تلا على مسامعي قصائدا
أيقض قلبا صامتا
لم يعرف يوما نثرا
هف ورفرف كالطير
كنت هيفاء
لم اذق يوما طعم الكلام المعسول
المفند بالسكر
تهت بين الكلمات
ضاعت مني خطواتي
لامس خدي فغفوت دون اي انتباه00000
وبرغم كل الأسى والألم تدعو (إحسان) إلى بقاء الفرح وسط المصاعب والمتاعب مستخدمة في ذلك دلالات إيحائية تدل على أهمية السلوك الإنساني في حياتنا
حيث تنحاز الى قصيدة النثر معتبرة اياها الأكثر انفتاحا على الأجناس الأدبية الأخرى وعلى الموسيقا والمسرح والسينما والفن التشكيلي والنحت ما يمنحها فضاءات لا نهائية كما أنها برأيها الأكثر قدرة على التعبير عن الانفعالات وعن الزمن النفسي المتداخل للإنسانالقاموس الشعرى هو دالة الألفاظ التى يختارها الشاعر وتميز شعره ببصمته الشخصية حيث يركن إلى مفردات بعينها محببة إليه، يجدها الأقرب إلى التعبير ورسم المنظور الذى يرومه وللقصيدة الواحدة أيضًا قاموسها الشعرى من حيث عدم التنافر الموسيقى أو الوظيفى للمفردات الراسمة بحيث يبدو التناغم والقوة الجمالية هما العاملان المسيطران الظاهران بينها، فلكل مجموعة من الألفاظ وحدة تجمعها فى نسق وعقد كأنها أسرة واحدة، وما نستشعره من جمال أى قصيدة يكون بمدى تحقق الوحدة الشعورية لهذه المفردات _ زخمًا وموسيقى _ وابتعاد النشاز هو أحد أهم العوامل الجمالية سواء من ناحية المهارة التعبيرية والاستخدامية من جهة الشاعر، والاستقبال الجمالى الموافق من جهة على المستوى البصريّ للقصيدة نلاحظ بناء متناميا للأسطر تصاعديّا فيكبر حجم الأسطر والشّاعرة تتغنّى بمشهد التّآلف المتمنّى حيث نجد القاريء يتابع الايقاع
وهذا ما نجده في نصها التالي((فبراير))
زعم ان لحن نبضي يأتي من سحرْ
وأن قلبي من حجرْ
واني لست أنثى الصباحِ
ولم يستقبل وجهي نسيم الرذاذِ
+++
زعم اني قويةُُ
كالريح عصية ُُ
تحمل كل ما في الوجهةِ
الى بابٍ مسدودٍ
الى طريقٍ مثقوبٍ
+++
هي لغة العنادِ
بين الاضدادِ
كنت يوما عصية
ومازلت احتفظ بكبريائي
+++
أنا الأُنثى العربية ُ
اشقى لأجل أولادي
واتنازل عن بعض الاحتياجات ِ
ليسلك النهر سبيله الى الشلالات
هناك تستقبله الكثير من الشعاب
+++
تريث أيها الشرقيّ
اسفة اخطأت واقول أيها الشقيّ
تزودت من حناني
لا تصلب جسدي أمام العيان
تريث أيها المؤمن
فأنا الأم ثم الأم ثم الام
أنا الحزب وأنت الجزءُ00000
.الصورة الشعرية إذن تحليل نقدي تطبيقي للتكافؤ والتعادل القائم بين اللغة الشعرية وتجربة الشاعر أو بين التجربة الشعرية بوصفها تعبيرا والشاعرية بوصفها مهارة ذاتية خلاقة في تحقيق التعادل بين الشعرية الموفقة بين الحقيقة والمجاز بمعناها البلاغي والبياني من جهة, وفي استثمار اللغة الشعرية في القصيدة بوصفها قاعدة حسية وذهنية للصورة من جهة اخرى0
يتبع--
أياد النصيري
قراءة في نصوص الأديبة إحسان شرقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق