الجمعة، 19 فبراير 2016

-اياد النصيري قراءة في نصوص الشاعرة فاطمة شاوتي---


المفردة الفلسفية والصورة واللغة المتناسقة----في نصوص شعرية
قراءة في نصوص فاطمة شاوتي--
اياد النصيري
0000000000000000000000000000000
تتعامل الاديبة والشاعرة( فاطمة شاوتي-)بدقة بالغة وحساسية مفرطة مع المفردة..و المفردة لديها تتجاوز اطارها الشكلي الى الدلالة المعنى و للشاعرة رؤية تنبع من تجربتها و هذه الرؤية اساسها الهم الانساني على عكس هذا أشتغلت ( فاطمة )في تفعيل الرمز لآيصاله الى مستوى الأسطورة وتحويله الى دال يجد مدلوله في مرجعية الذاكرة الجمعية لخلق معنى جديد!! وتنقل الشاعرة لوصف هذا الآثر المحفور بخنجر الخيبات بين ألياف قلبها (وفاطمة شاوتي ) مهنتها هي أستاذة فلسفة ودراسة قانون--لها في الشعر والومضة وقصائد النثر والخاطرة الادبية- رصيد كبير-- ومعجم لغوي مكثف--وكذلك في حوزتها عدة دواوين شعرية ونثرية--اهمها-- المناديل لاتطير--- المفاتيح مكسورة-- للفراشات لسان-- للحب رائحة الرصاص--وتكتب عن التراث المغربي-- لديها ثلاثية تحت الطبع-- في الامثال الشعبية--وهي ناشطة فاعلة حقوقية في الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء انها تنتمي لجمعية ثقافية إسمها (مؤسسة الربوة). -0000
إن للنقد علاقة بيضاء بين الناقد والنص وكما يحتاج الناقد لأجنحة من الحرية لأجل التلاقح مع النص فالنص يحتاج إلى يد طبيب ماهر يقوم بجراحه ناجحة في الوقت الذي يكون صاحب النص في( حاضرنا الثقافي تحديدا) شديد الحساسية تجاه أي رؤى نقدية خاصة المرأة المبدعة فالنص النسوي لا يحتاج إلى تعاطف لأنه نص ناضج وداخل دائرة التنافس وبعيد عن التقييم في ميزان الرداءة والجودة -000-
نشرت الشاعرة عدة نصوص شعرية لها في الصحف والمجلات وفي التواصل الاجتماعي-- حيث ان---
:الشعر والفلسفة توأمان في إبداع المعنى والجمال، رؤية وجودية وجمالية للذات والغير والعالم وحتما حين يصل القلق الفلسفي أوجه والعقل ذروته في نحت المفاهيم يرتمي الأنا في أحضان الشعر لإعادة تشكيل الذات بتحرير الخيال من سلطة المفهوم ليؤسس للكوجيطو الحالم
بالحلم نتطهر من عنف المحبوب ، حيث جمعت الشاعرة بين لقطات عدة من خلال توليفها لبعض المفردات التي تنتمي لحقول دلالية متقاربة توحي بمدي أثر الصورة الشعرية في تكوين النص الشعري الحداثي ، فقد مزجت الشاعرة بين بلاغتين ؛ بلاغة المشهد ، مع بلاغة الاستعارات المتعددة التي حفلت بها اكثر نصوصها . ومن هذه الاستعارات في نصها ( حملة استباقية ) ( كلما طرقت بابا-- العنوان خطا-- فيمتد جرحي الي ) هذه التراكيب الاستعارية كلها تجعل النص محملاً بكم كبير من الصور التي تشكل بدورها صورة كلية منتجة للدلالة النصية فنحن أمام ومضات متراكبة ، تجمعها وحدة المضمون ، والفكرة ، والعنوان ، ولكنها تسير وفق إحداثيات مدهشة للذات ، تتحرك بناء على تنقلاتها بين أشياء العنوان / النَّص -- ثم تتصور لنا
مشهداً منها وتهب لمشهد آخر في ذات المعنى فتتصوره---
كلماطرقت بابا
إستقبلتني لافتة
العنوان خطأ
الحب يحمل ورقة الغياب
في حقيبة مفرغة من النبض
موقوفا في المطارات
فيمتد جرحي الي
واسكنني وحدي بلا رقم
-، في نص اخر من عدة نصوص لدينا أربعة مشاهد واضحة المعالم والرؤيا ، تتقصى فيها الذات الشاعرة مكنون أشياء الزمنكانية فيها
وعنونة الأشياء التي يحلها المكان ثم تترجمها وفق حراك الأنا / الآخر / بدوالٍ المعنى والأسلوب واللغة والعنوان والمضمون وهذه كلها دوالِ يعتمدُ عليها أي نصٍ شعري ، لكني أنظر كذلك في دالة المشخصاتية التي أعتبرها أهم دالة ، وفق حراك التناص الذي يقول بأن التَّناص = النص + القارئ+ الشاعرة
وكذلك دالة العامل الخارجي وتأثيره على داخلية البنية النَّصية من حيث انعكاسه داخل النَّص ، أي انَّ كل نصِ هو ناتج حراك خارجي للذات الشاعرة ، وداخلية كل نصِ تخبر ما كان من يوميات الشاعرة التي عاشتها وعبَّرت عنها
الشاعرة ( فاطمة شاوتي ) تحتل نوعاً مميزاً من الكتابة في أسلوبها الشعري وجلُّ قصائدها تعيش تحت وطأة هاجسها الفكري الحداثوي والمعاصر، تنتابها خاصية لها مؤثرات ونتاجها الأدبي من الشعر نماذجها تتمرَّغ بصوت مرتفع لما تتأمل وتأمل من المشهد العام (فاطمة) شاعرة قد تلقب بالشاعرةالعامة فهي تكتب بكل الاتجاهات حيث يستمدُّ قاموسها الخاص من قصائد يحفر لها خنادقَ.. مشارفها لا تعرف حدوداً ومن ثمة نجدها تقاتل بنمطية تعطيهِا شهادة الإبداع في إشاعة أحاسيس الشاعرة العامة وفي نفس الوقت لا بد من العيش مع محيط لا هو رافض للمفردة ولا قابل لوجد مسننٍ على مدرجات الحياة
وهذا مانجده في نصها ---(خلف الكاميرا)
(من عدسات لاصقة
خلطوا ألوان الورد بالشوك
زرعوها في يافطة. ..
علقوها على مسمار
أوقفوا كل ا?بر...
على منقار فقد أجنحة السماء
ساهمت زخات قلق....
في إحراق حقل من القطن الفوار
كان وسادة للخيل الهاربة
من كأس. ...
لم يشرب منه المجنحون
خارج خدمة الوطن
كلهم يرقبون هلال رمضان
في صواني العويل ....
يمر الشارع العام
تمر الزقاقات السقيمة
تمر الأضواء غافية
على جثة مثخنة بخبز الهوام
والنجوم تسحب جرارا....
ليحصد رؤوس القمل
من فتافيت النمل
على سكر مهرب في أكياس
زجاجية آخر الصرعات....
ويستلب ضوءا شاحبا
من مآقي الأرملات
والسكارى بعلب القتاد....
يهربون انفاسهم في مجنزرة
تستهوي الأنقاض. ...
الشمس إلتهمت أصابعها
لتبرد وجنة الصبار....
على شفاه ظمإ أرض
هجرها السمار. ....
المدينة إحتلت الرماد
ولازال زمننا واقفا....
منتصب القامة على فزاعة
يحسب بالخشيبات
آخر النهار.....
كم إختزن للوطن
من أسرار ....
خلف الدمار؟
يحسب. ..
متى يأتي موسم الجراد. ..؟
ليكتب سجلا
بانتصارات على ألفية
بارود منتهي الصلاحية
في موعد الحداد. ...
هو جدار. ..
خلف جدار.....
ينهار. ..
ينهار.
----------------
تشدنا الشاعرة ( شاوتي) إلى ظاهرة الصور المتتالية المرتبطة بالزمان والمكان والحدث والمَشاهد .وإن تتالي الصور عندها وبشكل فني مركز يسيطر على المتلقي ، ويغريه بقراءة المزيد من الصور . وكأن صور ( فاطمة )عبارة عن متتالية حسابية لها قانون رياضي يحكمها - عاشت الشاعرة فاطمة شواتي وهي، تحمل انبل المشاعر الوجدانية والانسانية للبشر ، لانها خليط من الحب والانسانية والرحمة ، وخليط من المشاعر الصادقة والمشاعر الاتية من اعماق الوجدان الانسانى 00والرومانسيه عندها لا تولد الحب فحسب ، ولكن تبقيه مشتعلا بين الطرفين ، فالحب مشاعر نبيلة فى الحياة ، تاتى من القلب والرومانسية افعال وتصرفات تاتى من الوجدان ، وبالتالي ، انها امتزاج كل الجمال في قلب واحد.. بوجدان عميق جدا.فهي. تعرف كيف تحيي النص وتحرجَهُ، فتخرجه عن المألوفِ، وتجرّحَهُ بمِبضَعِ شاعرٍة متمكّنٍة لا تخشى للرقيبِ عينا ولا للناقدِ لسانًا، فهي لا تهاب سطوةَ القافية ولا عقدة الوزنِ والكيلِ، ولا التصريع يغلق دفّتيْهِ، ولا يتصنعهاولا الضرب ولا العروضَ يشغل عِرضَ القصيدةِ وشرَفَها وعرضَها وطولَها، بل تفتلت معَ الريحِ، تقبض على الكلمةِ بإعصارِ المبدعِ لتدوخَ وتلف بما قبلها وما بعدها، وترتطمَ وتحطّمَ القوالبَ المتعارَف عليها، فتضجَّ وهي صامتةٌ، عاديّةٌ، صغيرةٌ، تقلبُ المفاهيمَ، فلا يتوقّع القارئُ نبضَ حروفِها، ولا نبضَ نعتِها، ولا نبضَ إضافتِها.. فتخلق نصٌّا جديدٌ يقتل القارئَ بقوّةِ جرأتِهِ ويحييه بغرائبيّتِهِ0000
بين إفراطي في حبك. ...
وتفريطك في حبي. ...
دهشةأرسطو
على لحية أفلاطون
يا جدي. ...!
هل في جمهوريتك الفاضلة
مثال للحب....
يسلخ جلدي
000
ان النص الشعري يختلف ربما عن باقي الاجناس الكتابية، بأن دلالاته أو مراكزه الاشارية تتمرد على وجودها الكتابي المقولب ضمن النسق اللغوي، وتخرق طبيعتها كعلامة لغوية اتصالية، بأن تتشكل خارج اطار اللغة فضاءات هلامية، تتفاعل وتقترن مع الفضاءات التي يقترحها القارئ، لا لأكتشاف تلك المراكز أو الدلالات وانما لتوليد نص أخر وفضاءات اخرى، -
تعويض جميل لصورة نقيضة يحمل مشرط نحويتها بقدر خارج عن التحريف بحوافيه الحادة، يسخَر من سيطرة النماذج الرافضة للفعل الواسع ذي المجد العريق، عنبر ركائز الشعر عند الشاعرة (فاطمة شاوتي ) تعمل على التفتح نحو الامل المصلوب، اما اكتنازات النص تعيش على جمهرة التداول المتقن للصورة المعاصرة مروراً بهواء البحث ونسيج الزمن لتوقيت ثابت للحدث وشد أربطة الوجود الفعلي لمكونات الفكر
استعملت ( فاطمة شاوتي )تكنيك الغموض في تذويب فاضح حاملة أفكاراً ميتافيزيقية تضمن لها على حمل روح الإثارة في قصيدتها وكي تتغلب هي على الإيحاءات التي تواكب تخيلاتها في مجمل رؤيتها للحاضر والمستقبل والمنهوش من خصر الحياة، فهي لا ترى جسدا كاملا للقضية القائمة بذهنها حتى تعمل على معالجتها، فالصورة الشعرية في القصيدة لها خصوصية في إظهار المعنى الجمالي المشترك مع قاعدة الإبداع الفكري المستنهض والمعاصر جداً، (وفاطمة )ناضجة أفكارها حد العذاب الذي يؤدي إلى انصهارهِا مع المفردة حيث تنسج من لغتها الشعرية نسقا قائما في أفق القصيدة بعناية فائقة وفنية متطورة
بمجمل قصائدها يقترن بجمال الحياة شكلا ومعنى و الاهتمام بالتكوين والديمومة والبحث عن الانعتاق و الخلاص والذهاب نحو المطلق،فالنص لديها كيمياؤه الخاصة ، تكتب الشعر بطريقة جديدة و بغير أدواتها المعهودة. كشفت خلال تجلياتها مدى علاقة الروح باللغة وتطويع هذه اللغة لتعبر عن الذات الشاعرة
وهذامانجده في نص جميل ربطت به العلاقة الوجدانية والروحية وذلك التراث الجميل الذي يمثل صفاء النفس والحب القدسي-- وبين الحياة التي نعيشها بكل الم ومرارة --متخذة من تلك الاسطورة الحية عنوان لنصها
القديس فالنتين أو فالانتاين
وهو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي , مشهور بعيد الفالنتاين أو عيد الحب أو العشاق وألذي يحتفل بإسمه في 14 فبراير شباط من كُل سنة وقد كان يُحتفل بهذا العيد منذ العصور
المتوسطة بتقليد مودة الحب000
يا سان فالنتان! !!!
هبني عينيك أرى بهما
قديساً····
في جوقة العميان
ينشر العطر
في نجمة الهذيان. ...
عندما يلتقي الحب بالسياسة
ينتحر على زقزقة الفراشات
العشاق. .....
فنؤلف أجنحة للماء
ترقص عليها حوريات البحر
لأن لعيد الحب
ضحايا. ...
نصنع منها
تمثالا لحرية القلوب
كحق من حقوق الإنسان. ..0000
الشاعرة (فاطمة شاوتي ) وفي المقطع الثاني من نصها ترسمه على شواطئ أشكالها الفنية بريشة صنعت أليافها من خيوط الشمس الحارقة، قصيدتها التي تحمل عنوان (بتهفون)اشارة الى لودفيغ فان بيتهوفن --هو ملحن وعازف بيانو ألماني، وهوَ أحدُ الشخصيّات البارزة في الحقبة الكلاسيكيّة التي تَسبِق الرومانسيّة؛ ويُعتَبرُ من أعظَم عباقرة الموسيقى في جميعِ العصور وأكثَرهُم تأثيراً، وأبدَع أعمالاً موسيقيّة خالِدة، كما له الفضلُ الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة 0ولهذا نجدها0تتحرك مع التفاؤل الرمزي، آليتها معاصرة جداً جداً محصنة بخصوبة فكرية ذات قطب واحد في الأسلوب، إنها تعشق النسق الجديد المتماوج بعدد من الأجناس الأدبية، والمستقرَّ على لمحة واحدة، نسقها جديد وجميل يتغذي على العشق للشعر والمفردة، تتجمل بروح الشاعرة وحماسها، نصها الخطابي يعمل على تواصل الزمن المبني على السيطرة ذات مشاع في المفرد، كالفراشة الحزينة دائمة البحث عن مكان جديد لتبدد الآمها، -
(وفاطمة )تتدفق معاني الحياة عندها وتحتضن رغباتها النقية لتحافظ عليها من الهدر، جامعة بؤرة اشارات لتهكم بحقها، ولأنها اكثر من الرجل صادقة بمشاعرها، عاملة على كسر الخوف والتسلح بمشاعرها، تملك قناعة مختلفة عن قناعة الرجل، حيث تقول 000
بيتهوفن! !!!
هبني أذنيك أسمع بهما
صهيل البحر. ....
في جوقة الطرشان
فأراك في عيني أسماك
تزوجت الموج في محارات الليل
بإيقاعات الحب. ...
على أسورة كمان
أدمن العزف على جسدي
فنسي أصابعه
على طيلة أذني
تقول:
هب لنا من الموسيقى
كشكول إنسان
بلا عينين. ...
بلا أذنين. ...
لأصير عاشقة وثنية
بإدمان
فاطمة شاوتي خدشَت حياءَ النص تراوح بينَ عبثِ الواقعِ وكذبِ الاحتمالاتِ، فكيفَ لا تُمطرُ السماءُ رذاذَها ونحن نحتفي بمطرِ الإبداعِ؟ كيفَ تصفرُّ الأوراقُ وتتلاعبُ بها الريحُ في كلِّ وادٍ، وشجرةُ الشِّعرِ وارفةٌ ما زالت تحملُ إلينا الثمرَ وتُزهرُ؟ مساءٌ مراوحٌ بين عبثيّةِ اللامعقولِ شعرًا ونثرًا في نصوصٍ--مع اعتزازي لنبض حرفها السامق---- -.............
-اياد النصيري قراءة في نصوص الشاعرة
فاطمة شاوتي---

0 التعليقات:

إرسال تعليق