السبت، 22 فبراير 2014

لو تدرين



 لو تدرين

آه يا أمي لو تدرين

كم أعثرتني التجارب وكم أتعبتني السنين
آه يا أمي لو تدرين
كم من الأوجاع ابتلع حتى لا يسمع عويلي من الألم
آه يا أمي لو تدرين
كم احتاجك في كل نفس لتصغي لهمسي
حتى أنسى وجعي
آه يا أمي لو تدرين
كبرت وكبر شوقي مع الحنين
كبرت يا أمي وأصبح عمري ألاف السنين
ومازلت كما أنا يا أمي
مازلت كما عاهدتني
يا من أفنيتي عمرك في تربيتي
فأنا كما تركتني لم أتغير فلا تحزني عني

كبرت يا أمي وكبر احتياجي لك

ولا أجد من يدفن أسراري
كبرت يا أمي وكبرت أفكاري
وما احتاج إلا لصدرك لأريح نفسي من أسفاري
كبرت يا أمي وكبر احتياجي
وكبرت معه أحاسيسنا كنت اجهلها
وكنت اجهل نصحك لي لا تلعبين بالنار
فناري يا أمي موقدة
ولا أجد من ادخر عنده أفكاري

في مولد النبي صل الله عليه وسلم 

عند أذان الفجر 
تأتي أمي لمضجعي وتشدني من يدي وتقول
هلمي قومي اليوم مولد سيدي
وتملئ الغرفة بزغاريدها 
وتقول لي زغردي أقلدها في مزحة

لأني كنت صغيرة
لا اعرف كيف تكون الزغاريد
انظر في يدي أجدها مخضبة بالحناء
افرح واسألها من فعل ذا
تقول والضحكة تملؤها
قمت بذلك البارحة وأنت نائمة
انظر إلى شقيقاتي
فقد أفقن والفرح يملؤهن
وننظر لكفي أمي نجدها فارغة
مسكينة هي أمي
أمضت ليلتها تزيننا ونسيت نفسها
مع حبها للحناء
فهي تحب الحناء لان رسولنا تخضب بها
هكذا كانت تقول لنا
وهي توزع علينا الحلوى
كنا نخرج للشارع نتباهى بزينتنا
فنجد كل بنات الحي مثلنا
تزين بالحناء فرحا بمولد حبيبنا المصطفى
وكانت أمي تقول لنا
يا بنات أكثرن من الصلاة
على خاتم الأنبياء فالواحدة بعشرة
هكذا كنا وكانت طفولتنا
كبرنا وكبرت معنا براءتنا
ذهبت أمي
وبقينا نصل على المصطفى
فقد رسخت في ذاكرتنا
إن الصلاة الواحدة بعشرة
اللهم صل وسلم وبارك
على حبيبك وحبيبنا
سيد المرسلين وخاتم الأنبياء
يــــــــــا الله
يـــــا رب السموات والأرض
يـــا علام  الغيوب
يــــا أعلم بما في القلوب
يـــا من تغمدت  أمي برحمتك
اقبلها بغفرانك و بعفوك
يـــا من ألهمتني الصبر على فراقها
يــا من  أناجيه في شجني
وأناديه في سري وعلني
وأدعوه في الكرب والفرج
امتلأ القلب شوقا
لمن وهبتني الحياة عن طريقها
فكانت سبب وجودي
إني أناديها وأناجيها
حبا فيك وفيها
اجعلها ووالدي أهلا لجنتك
وارحمهما يـــــا رب
فقد تعبوا لأكون من الصالحين
وإن كان هناك تقصيرا
فهو مني وليس منهما
فاغفر لي ولهما
هذه مناجاتي اللهم
إن كان فيها أثم اغفره لي
وإن كان فيها خير اجزني به
يـــا خالقي
اقبل رجائي
فعند بابك لا يخيب من دعا
امتلأ القلب وجعا فناداك
يا أمي كوني معي
الفقدان والاحتياج والشوق لك يكوي أضلعي
فيا أمي كوني معي
احلم بك أمد يدي لتواسيني كما كنت تفعلي
فيا أمي كوني معي
أين أنت لما تركتني حتى في غيابك
يا أمي كوني معي
زوريني في منامي وكوني صديقتي وانصحيني كما كنت تفعلي
فيا أمي كوني معي
عندما افقد رشدي لصوابي أعيديني بعتابك لي
فيا أمي كوني معي
إن تغرغر دمعي فلا احد غيرك يفهمني
يا أمي كوني معي
فاليوم يا أمي أعاني الوجع في وحدتي ودمعي جدا سخي
فيا أمي كوني معي
لا احد يعلم ما بي فهلمي لتمسحي دمعي من على وجنتي
فيا أمي كوني معي
وقولي كما كنت تقولي كل شيء سينتهي ولا شيء يدوم إلا وجه ربك الحي القيوم
يا أمي كوني معي
اشتقت لسماع هذه الكلمات من فمك فلا تبخلي عني بها فهي تقويني
فيا أمي كوني معي
زوري حلمي وقوليها إني احتاجها كمسكن لوجعي
فيا أمي كوني معي
احضني وجعي حتى ينتهي وتنتهي معه ألامي
ويـــــا أمي كوني معي
امتلأ القلب وجعا فناداك
فيا أمي كوني معي
كم هم حمقى، يقولون:
 اليوم عيد الأمهات وهل للأمهات عيد؟ وفي كل نفس عيد لهم.
مساكين حقا مجانين  لا يعلمون يا أمي انك حتى وان كنت تحت الثرى،
بداخلي تتنفسين في كل وقت وحين، وتجعلين كل الدنيا عيدا ولم الاحتفال؟
و أنت العيد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق